في مشهد غير مألوف، تتجلل الكنيسة بالحزن وتغيب مراسم الاحتفال بأحد الشعانين، صمت رهيب يعلو تحت السماء، فرحة منقوصة تسبب بها ذاك العدو الخفي الذي غيب المصلين عن دور العبادة، وأعدم مظاهر الفرحة بعيد السعف الذي يسبق عيد الفصح بأسبوع حسب التقويم الغربي. الكنيسة التي عادة ما تكون مكتظة بالمصلين في هذه الفترة من كل عام، وتتزين بسعف النخيل وأغصان الزيتون والشموع الموقدة، اليوم اصبحت خاوية عقب قرار منع التجمعات الذي تم الاعلان عنه لكبح تفشي كورونا. لم تتمكن هذه العائلة من الذهاب الى الكنيسة للصلاة فيها التزاما بالحجر الوقائي، حتى الاطفال لم يزينوا شعنينتهم هذا العام على عكس ما اعتادوا عليه، زينة العيد تم استبدالها بالمعقمات، اجواء الاحتفال باتت قاتمة تقتصر على تجمع العائلة وتبادل التهنئة مع الاقارب والاصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. انجي وافدة من مصر، انضمت الى العائلة بعد زواجها من فؤاد، عبرت عن حنينها لأجواء العيد بهذه الكلمات. وزوجها فؤاد يرى العيد القادم من نافذته الخاصة. يرتلون صلواتهم في قلوبهم وجل دعاؤهم ان يندحر هذا الوباء الذي بدد مظاهر الفرحة بالعيد، وان يهل عليهم العيد القادم وهم في رحاب الكنيسة حيث تقرع الاجراس وتأسرهم رهبة المكان وتراتيل السلام.