أربع أعوام ونصف العام مضت ولازالوا ينتظرون، سنوات عجاف مثقلة بالأعباء على تلك الأنامل الناعمة التي كبرت قبل أوانها بسبب غياب الام التي اعتقلتها السلطات الاسرائيلية على حاجز معبر بيت حانون بعد منحها تصريحا لزيارة عائلتها في مدينة حيفا. قبلات تعانق الهاتف علها تطفئ لهيب الشوق لتلك الام التي لم تعرفها نادين الا من خلال الصور، نزف لا يتوقف ولا يضمده الا رحمة الله. بين حيفا وغزة تسكن نسرين، ومثل نسرين هناك أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني تبتلعهم الزنازين في جوفها لتحول بينهم وبين الحياة. يحل يوم الاسير الفلسطيني هذا العام في ظل ظروف استثنائية يفرضها وباء كورونا الذي يهدد حياة الاسرى، بسبب غياب الاجراءات الوقائية بأمر من ادارة السجون. من سجن النقب على الحدود المصرية وحتى سجن جلبوع في الجليل، تقبع واحد واربعون اسيرة فلسطينية بينهن سبعة عشر أما، ومئة وثمانين طفلا لم تتجاوز اعمارهم الثامنة عشر بينهم اثنان واربعون طفلا تقل اعمارهم عن ستة عشر عاما، وسبع مئة أسير فلسطيني يعانون من امراض مختلفة، في حين تنادي المؤسسات الحقوقية بضرورة التدخل لإنقاذ حياة الاسرى وانهاء مأساتهم.