بخطى متثاقلة ارهقها الكدح في هذه الارض، يشق طريقه نحو الحصاد، لم يكترث ابو خالد لكبر سنه وضعفه بل يصر على ان يجني سنابل القمح بيديه لو كلفه ذلك ان يفترش الارض حبوا على اطرافه الاربعة. الشقاء في هذه الارض يعد تقليداً اعتادت عليه العائلة منذ الصغر، وها هم ينقلون تقليدهم لصغارهم ليشبوا على ماشاب عليه الآباء والاجداد. تجتمع العائلة كل يوم في ارضها التي لا تبعد عن السياج الحدودي سوى بضعة امتار، وكل يوم هم على موعد مع هذا المشهد الذي لا يخلو من المخاطر ومضايقات القوات الاسرائيلية. العمل في هذه الارض يحيطهم بمخاطر لا تُكال ولا تُوزن في موازين الكدح والشقاء، بينما الايادي التي خلقت لتفلح وتزرع وتحصد.. يصعب عليها ان تجتث جذورها من هذه الارض.
