الفساد الإداريّ: هو التأثير غير المشروع في القرارات العامة. وجاء في تعريف منظمة الشفافيّة الدوليّة للفساد الإداري بأنه "كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته"، إلا أن اغلب التعاريف جاءت متفقة وبشكل كبير على سوء هذه الظاهرة والآثار السلبيّة التي تتركها في كلّ مستويات الحكومة ومؤسّساتها وهياكلها التنظيميّة، وتعتبر هذه الظاهرة وبائيّة في معظم دول العالم.
آليّات الفساد
1. آليّة دفع (الرشوة) و(العمولة المباشرة) إلى الموظّفين والمسؤولين في الحكومة، وفي القطاعَين العامّ والخاصّ لتسهيل عقد الصفقات وتسهيل الأمور لرجال الأعمال والشركات الأجنبيّة.
2. وضع اليد على المال العامّ والحصول على مواقع متقدمة للأبناء والأصهار والأقارب في الجهاز الوظيفي.
أنواع الفساد
ويتعلق بمجمل الانحرافات الماليّة ومخالفات القواعد والأحكام التي تنظّم عمل النسق السياسيّ (المؤسّسات السياسيّة) في الدولة. ومع أنّ هناك فارق جوهريّ بين المجتمعات التي تنتهج أنظمتها السياسيّة أساليب الديمقراطية وتوسيع المشاركة، وبين الدول التي يكون فيها الحكم شموليًّا ودكتاتوريًّا، لكنّ العوامل المشتركة لانتشار الفساد في كلا النوعَين من الأنظمة تتمثّل في نسق الحكم الفاسد (غير الممثل لعموم الأفراد في المجتمع وغير الخاضع للمساءلة الفعّالة من قبلهم). تتمثّل مظاهر الفساد السياسيّ في: الحكم الشموليّ الفاسد، وفقدان الديمقراطيّة، وفقدان المشاركة، وفساد الحكام وسيطرة نظام حكم الدولة على الاقتصاد وتفشي المحسوبيّة.
ويتمثّل بمجمل الانحرافات الماليّة ومخالفة القواعد والأحكام الماليّة التي تنظّم سير العمل الإداريّ والماليّ في الدولة ومؤسّساتها، ومخالفة التعليمات الخاصّة بأجهزة الرّقابة الماليّة كالجهاز المركزيّ للرقابة الماليّة المختصّ بفحص ومراقبة حسابات وأموال الحكومة والهيئات والمؤسّسات العامّة والشركات. يمكن ملاحظة مظاهر الفساد الماليّ في: الرشاوى والاختلاس والتهرّب الضريبيّ وتخصيص الأراضي والمحاباة والمحسوبية في التعيينات الوظيفيّة.
ويتعلّق بمظاهر الفساد والانحرافات الإدارية والوظيفيّة أو التنظيميّة، وتلك المخالفات التي تصدر عن الموظّف العامّ أثناء تأديته لمهامّ وظيفته في منظومة التشريعات والقوانين والضوابط، ومنظومة القيم الفرديّة التي لا ترقى للإصلاح وسدّ الفراغ لتطوير التشريعات والقوانين التي تغتنم الفرصة للاستفادة من الثغرات، بدل الضغط على صنّاع القرار والمشرّعين لمراجعتها وتحديثها باستمرار. وهنا تتمثّل مظاهر الفساد الإداريّ في: عدم احترام أوقات ومواعيد العمل في الحضور والانصراف، أو تمضية الوقت في قراءة الصحف واستقبال الزوّار، والامتناع عن أداء العمل أو التراخي والتكاسل وعدم تحمل المسؤوليّة، وإفشاء أسرار الوظيفة والخروج عن العمل الجماعيّ.
والمتمثّل بمجمل الانحرافات الأخلاقيّة والسلوكيّة المتعلّقة بسلوك الموظّف الشخصيّ وتصرّفاته، كالقيام بأعمال مخلّة بالحياء في أماكن العمل، أو أن يجمع بين الوظيفة وأعمال أخرى خارجيّة دون إذن إدارته، أو أن يستغلّ السلطة لتحقيق مآرب شخصيّة له على حساب المصلحة العامّة، أو أن يمارس المحسوبية بشكلها الاجتماعيّ الذي يُسمّى (المحاباة الشخصية) دون النظر إلى اعتبارات الكفاءة والجدارة.
أسباب الفساد الإداريّ
1. انتشار الفقر والجهل ونقص المعرفة بالحقوق الفرديّة، وسيادة القيم التقليديّة والروابط القائمة على النسب والقرابة.
2. عدم الالتزام بمبدأ الفصل المتوازن بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في النظام السياسي وطغيان السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية وهو ما يؤدي إلى الإخلال بمبدأ الرقابة المتبادلة، كما أن ضعف الجهاز القضائي وغياب استقلاليته ونزاهته يعتبر سبباً مشجعاً على الفساد.
3. ضعف أجهزة الرقابة في الدولة وعدم استقلاليتها.
4. ضعف الإرادة لدى القيادة السياسية لمكافحة الفساد، وذلك بعدم اتخاذ أية إجراءات وقائية أو عقابية جادة بحق عناصر الفساد بسبب انغماسها نفسها أو بعض أطرافها في الفساد
5. ضعف دور مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة في الرقابة على الأداء الحكومي أو عدم تمتعها بالحيادية في عملها.
6. الأسباب الخارجية للفساد، وهي تنتج عن وجود مصالح وعلاقات تجارية مع شركاء خارجيين أو منتجين من دول أخرى، واستخدام وسائل غير قانونية من قبل شركات خارجية للحصول على امتيازات واحتكارات داخل الدولة، أو قيامها بتصريف بضائع فاسدة.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48