وجاء في البيان "ليس الاعتداء الذي تعرض له المربي والكاتب على مواسي أمرًا شخصيًا فحسب، وليس اقتحام المدرسة أمرًا يخصها وحدها، بل هو اعتداء على مجمل العملية التربوية والتعليمية في باقة وغيرها، فهو رسالة سيئة ومسيئة، تمنح شرعية للعنف ولاستعمال العنف وللتهديد وللوعيد ولفرض مواقف على مجتمع بأسره من قبل من نصّبوا أنفسهم أوصياء عليه، وهم في حقيقة الأمر لا يمثلون سوى أنفسهم وسوى مصالحهم والمصالح التي يقومون بخدمتها بوعي وبلا وعي."
وأضاف بيان التجمع "إننا ندين وبشدة أساليب العربدة والتهجم واثارة الفزع والرّهبة واللجوء إلى العنف الجسدي والكلامي، خاصة في المدارس، ونؤكد ان التعامل مع أي خلاف في وجهات النظر يكون بالحوار الحضاري والنقاش المثمر. ورغم أن هناك مصالح جلية وأخرى خفية تقف خلف حملة التحريض، فقد جرى التلويح بأن المشكلة هي عرض فيلم فيه مقاطع قد "تخدش الحياء"، ولكن اليوم وبعد قرار الفصل يثبت ان وراء الأكمة ما وراءها".
وأشار البيان إلى أنّ "الحقيقة هي أن فيلم "عمر" قد عرض مئات المرات في طول البلاد وعرضها بما فيها باقة الغربية، وقد حاز على جوائز كثيرة ومثّل دولة فلسطين في الاوسكار، وهو موجود في سلة الثقافة الرسمية لوزارة المعارف، وعلى هذا الأساس جرى عرضه. والحقيقة ايضًا أن المربي علي مواسي قد اجتهد لمحو بعض المقاطع التي كانت قد تسبب حرجًا لطلاب المدرسة."
وأكّد التجمع في بيانه "لا حق لأحد فرض رأيه بالقوة، سوى قوة الأقناع، ولا حق لأيًا كان أن ينفلت عن حدود احترام الاختلاف والتعددية والتنوع والتعامل معها بأسلوب حضاري يليق بشعبنا وبقيمه وأعرافه. ولعل أكثر ما هو مطلوب هو ان نربي الاجيال الصاعدة على قيم الصدق والكرامة والحرية والعزة والانتماء، وأن نتصدى لمظاهر العنف والمخدرات والتسرب والضياع وفقدان الهوية والكرامة، التي هي، وليس غيرها، الخطر الحقيقي عليهم. هذه هي معاركنا الحقيقية وليس المعارك الوهمية، التي يسعى البعض لزج مجتمعنا بها، بالقصد احيانًا وبلا قصد احيانًا أخرى."
وأشار البيان الى "إن التطاول على الإبداع الفني وعلى حرية النشاط الثقافي هو إشهار العداء للمجتمع بأسره، وقد تكرر هذا الأمر في عدد من بلداتنا، وجرت محاولات بائسة لزرع الفتنة وافتعال الأزمات، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيها للمحافظة على الوحدة السياسية واللحمة الاجتماعية. إننا على يقين بأن الغالبية الساحقة من ابناء وبنات شعبنا ترفض اساليب التكفير وإضافة قمع لحرية التعبير والإبداع "من عندنا" وزيادته إلى قمع السلطة وأذرعها".
واختتم البيان قوله: "اننا إذ نؤكد رفضنا لفصل المعلم علي مواسي فإننا ندعو إلى احترام الرأي والرأي الآخر من جهة وإلى التصدي لمحاولات فرض الهيمنة الاجتماعية بالقوة وبالعربدة من جهة أخرى. ان الإبداع الثقافي هو مكوّن مركزي في بناء وتطوير هويتنا الوطنية، التي تنهل من الينابيع الغضة لحضارتنا العربية الإسلامية العظيمة، التي هي ملك لنا جميعًا وليست حكرًا لطرف دون غيره."
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48