يبدو ان البلاد متجهة نحو موجة غلاء جديدة، خاصة في المواد الغذائية، مما سيزيد الأعباء على الطبقات المستورة ويزيد من مصروفاتها. ويعود الحديث عن "موجة الغلاء" الى الحرب الروسية – الأوكرانية وما ينتج عنها من انعكاسات اقتصادية على العالم.

وفي البلاد من المتوقع ان تشهد الفترة المقبلة موجة غلاء في المواد الغذائية وغيرها. ويتوقع ان يرتفع سعر رغيف الخبز، على سبيل المثال، بأكثر من (10%)، بعد ارتفاع أسعار الطحين، حيث أعلنت شركة "شتيبل"، وهي أكبر منتج للقمح والدقيق في إسرائيل، انها ستقوم برفع أسعار الطحين ابتداءً من اليوم.

وتأتي موجة الغلاء المتوقعة تزامنًا مع شهر رمضان المبارك، الشهر القادم، وهو ما سيزيد من التكاليف والمصروفات على العائلات العربية، حيث ستشهد الكثير من المواد الغذائية والتموينية ارتفاعًا بالأسعار، يضاف الى ارتفاع الأسعار الذي حدث في الأسابيع الأخيرة.

أوكرانيا وروسيا: 30% من تجارة القمح العالمي

وتعتبر أوكرانيا وروسيا من أكثر الدول المصدرة للقمح، وهي تشكّل معًا ما يقرب 30% من تجارة القمح العالمية، والكثير من دول العالم تعتمد على صادراتها في هذا المجال. وفي اعقاب العقوبات على روسيا، ومنع التداول الاقتصادي معها، فان محصول القمح الروسي سينقص في العديد من أسواق العالم، يضاف الى ذلك أوكرانيا، وهي دولة مصدرة أساسية للقمح، حيث تتخوّف مصادر عالمية اقتصادية من تقليص منتوجها من القمح نتيجة الحرب الدائرة على أراضيها. وكل ذلك سيؤدي الى نقص منتوج القمح في العالم، وبالتالي ارتفاع أسعار مواد غذائية أساسية مرتبطة بالقمح.

وبالإضافة الى القمح هناك ارتفاع متوقع بأسعار منتجات الأسمدة الزراعية وأسعار الغاز الطبيعي التي تساهم في انتاج الأمونيا واليوريا المستخدمة لزيادة المحاصيل الزراعية، مما سينعكس بشكل مباشر على أسعار المواد الزراعية، من فواكه وخضار وغيرها، وبالتالي سيؤدي الى ارتفاعها. كذلك سيؤدي ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا والزيوت النباتية في العالم الى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية، خاصة زيت الطهي، بالإضافة الى مستحضرات التجميل وبعض السلع المعبأة مثل الشوكولاتة وغيرها، والتي تعتمد على الزيوت النباتية.

كذلك لا شيء مضمون في أسعار الطاقة، فقد يؤدي ارتفاعها الى ارتفاع العديد من المنتوجات والسلع، بالإضافة الى سعر البنزين والكهرباء وغيرها.