على الرغم من محاولة مكتب رئيس الحكومة التقليل من تداعيات عدم استدعاء وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الى المشاورات الأمنية التي جرت أمس، إلا ان هذا الموضوع ما زال يتصدر وسائل الاعلام.

مكتب نتنياهو قال في بيان له ان عدم استدعاء بن غفير مرده ان "المداولات انصبت على إيران ولم تتطرق الى الأوضاع الأمنية الداخلية". وجاء في البيان ان اية محاولة لدق اسفين بين نتنياهو وبن غفير ونسب ذلك الى جهات من طرف رئيس الحكومة، ما هو الا كذب". 

لكن مصادر مطلعة أكدت ان "المشاورات" شملت "الأوضاع الداخلية"، وهي ضمن مسؤولية بن غفير، وان وزير الأمن القومي، في مثل هذه الحالة، كان من المفترض ان يشارك في الجلسة، لكن تقرر ابعاده عنها. وبحثت الجلسة، فيما بحثت، موضوع "الزيارات الى الحرم القدسي" في فترة الأعياد اليهودية، وهي من مسؤولية بن غفير المباشرة.

وتسود بين المسؤولين الأمنيين حالة من التذمّر على بن غفير، حتى انهم باتوا يصفون تصريحاته بانها "خطيرة جدًا". وبالمقابل تم الكشف ان جهات أمنية باتت تخفي عن بن غفير،  وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، معلومات أمنية تحسبًا من الكشف عنها مسبقًا، وعلى إثر اتهامه بطرح "مقترحات شعبوية".

وقالت مصادر مطلعة ان نتنياهو بات "يضيق ذرعًا" من بن غفير "الذي يتحدّى رئيس الحكومة وسياسته بشكل علني". وكان نتنياهو اقترح على بن غفير التوقف عن اطلاق التصريحات و"الهدوء" مقابل ميزانيات لوزارته، لكن بن غفير "يرفض السكوت".

واختار بن غفير توقيت انعقاد "المشاورات الأمنية" ليكتب في مدونة له على منصة X عن "زيادة كبيرة في طلبات دخول الحرم القدسي في الأعياد. هكذا تكون السيادة. شيئًا فشيئًا تتغلغل هذه السياسة لدى الجميع".

وقال مسؤولون أمنيون إن "تصرفات بن غببر خطيرة. المسؤولية يجب أن تظهر في أي بيان بخصوص الحرم القدسي. إنه يؤثر بشكل فوري على كل الساحات. بن غفير يلعب بالنار" لرفع التوتر.

نقل "واينت" عن مسؤول في مكتب نتنياهو قوله إن بن غفير يطرح مقترحات من شأنها "توريط إسرائيل في العالم": "هو يأتي إلى مداولات ويسعى طوال الوقت إلى تنفيذ اغتيالات، ومنع دخول عمال من غزة وفرض طوق غريب على قرى ومدن في الضفة الغربية"، فيما قال قيادي في الليكود ان "الاجتماعات الأمنية التي يتواجد فيها إيتمار بن غفير تبدو كلعبة أولاد".