ضمن متابعتها لقضية حوادث العمل في ورشات البناء، ومع سقوط المزيد من الضحايا دون تحرّك ملحوظ من قِبَل السلطات، عَقدت جمعية مجتمعنا مؤتمرها الأول حول حوادث العمل في ورشات البناء ودلك يوم أمس السبت في قاعة الجراند بالاس في الناصرة بحضور رئيس لجنة العمل البرلمانية النائب إيلي الألوف وأعضاء الكنيست د. أحمد الطيبي وأسامة السعدي وعبد الحكيم حاج يحيى وأيال بن روڤين ولفيف وعن بلدية الناصرة الأخ سليم غميض من رجال الأعمال ومقاولين عرب.
تتابع الجمعية قضية الأمان في ورشات البناء وجاء المؤتمر تتمة لخطوات سابقه قامت بها الجمعية في السنة الاخيرة، منها؛ وقفات احتجاجية ورفع شعارات ، مشاركة في جلسات الكنيست التي تبحث تعديلات قوانين بهذا الشأن بالاضافة الى فرض الموضوع بالإعلام العربي والعبري.
إنطلق المؤتمر بكلمة ترحيبية من مديرة جمعية مجتمعنا الناشطة الإجتماعية سندس صالح التي شكرت المُشاركين في المؤتمر على حضورهم ومشاركتهم الفعّالة بالرغم من حالة الطقس. كما وأشارت الى أن جمعية جمعيتنا تعمل على محاربة ومنع الحوادث في ورشات العمل، وأضافت: بدأنا منذ عام باثارة الموضوع امام الرأي العام والمطالبة بكشفه اكثر للناس، لانه كان يعتبر عاديا وكأنها مسألة قضاء وقدر في حال وفاة عامل، ويجب التنويه ان معظم الضحايا هم من العرب لان معظم عمال البناء عرب كون المجتمع العرب اكثر من نصفه يقبع تحت خط الفقر، لذلك اردنا طرح الموضوع ليس كموضوع عابر بل علينا ان نبدي رأينا ونتدخل بما يحصل في ورشات البناء، حيث لا يعقل ان يموت سنويا في ورشات البناء ما يقارب ال32 عاملا والعدد في ارتفاع ونحن لا نحرك ساكنا وكأن الامر طبيعي. نحن لا نعفي أحدا من تحمل المسؤولية ابتداءا من العامل حتى مدير الشركة او المقاول او المقاول الثانوي او أصحاب الشركة او وزارة الاقتصاد وسلطة الأمان في العمل والحكومة أيضا. ما يظهر ان الموضوع لا يأخذ حيزا كافيا من الرأي العام كما ان عدد المراقبين قليل جدا نسبة الى 13 الف ورشة في البلاد ناهيك عن عدد ساعات العمل والمعاشات المنخفضة نسبيا".
هذا وقد هدف المؤتمر الى الحد من حوادث العمل في ورشات البناء، حيث طرح خلال المؤتمر معطيات حول اصابات العمل وعدد الضحايا في ورشات البناء تعليمات الأمن والأمان وطرق لحماية حياة العامل وتشديد الرقابة على ورشات العمل.
تحدث خلال المؤتمر رئيس لجنة العمل البرلمانية النائب ايلي الألوف والذي أشاد بدور جمعية مجتمعنا ومساهمتها في هذا المجال، مشددا على ضرورة استمرار وتطوير اليات متابعة هذا الموضوع الذي يتابعه في لجنة العمل البرلمانية بشكل مكثف منذ توليه رئاسة اللجنة.
كما وتحدث النواب د. أحمد الطيبي وأسامه سعدي وعبد الحكين حاج يحيى وأيال بن روڤين، الذين أكدوا على تعاونهم مع المؤسسات والجمعيات من أجل متابعة موضوع حوادث العمل في ورشات البناء، ومتابعتهم للقضية سواء في لجان الكنيست، ولجنة العمل البرلمانية خاصة، وأمام الوزارات والجهات المختصة، حيث أن هذا الموضوع لا يأخذ حقه ولا تنظر اليه السلطات بما يتلائم مع خطورته، الأمر الذي يستوجب وقفة جدية موحدة من الجميع لمنع سقوط الضحية القادمة.
كلمة البلد المضيف كانت للأخ سليم غميض الذي رحب بالحضور، موجها شكره لجمعية مجتمعنا على اهتمامها بهذا الموضوع وإقامتها لهذا المؤتمر الذي يبحث في قضية أساسية، حيث يفقد المجتمع العربي بالأساس، واليهودي الضحايا واحدا تلو الآخر، الامر الذي يستوجب متابعة جدية لهذا الموضوع. كما وأشار غميض الى أن بلدية الناصرة ورئيسها علي سلام سيجتمعون بمديرة جمعية مجتمعنا سندس صالح وإدارة الجمعية لبحث سيل التعاون ودعم الجمعية لما فيه من أهمية هذه القضية".
كما وتحدث رجل الأعمال كايد أبو عياش، الذي شكر في كلمته الحضور، من النواب الى المقاولين، وجمعية مجتمعنا على اقامة هذا المؤتمر، وأشار الى تعاونه المسبق مع ادارة الجمعية لأن المقاول الحقيقي يؤمن أولا وقبل أي شيء آخر بأهمية سلامة العمال حتى لو كان ذلك على حساب الأرباح التي يجنيها المقاول. كما ودعى أبو عياش الى تطوير الأفكار والمقترحات في هذا المجال وتطبيقها للحد من سقوط الضحايا، مبديًا دعمه لأي مشروع مينقبلي في هذا الشأن".
كما وتحدث السيد اساف اديپ عن "الإئتلاف لمناهضة حوادث البناء" حيث عرض معطيات حول حوادث العمل في ورشات البناء وتطرق الى نشاط الإئتلاف في هذا المجال.
كما وتم عرض فلم من اعداد المخرج نديم حامد حول سقوط ضحية في ورشة بناء وتأثير ذلك على عائلته، وعرض معطيات وأرقام مفصلة.
وأظهرت المعطيات التي تم نشرتها جمعية مجتمعنا الى أن :- عالاقل 73% من الضحايا في ورشات البناء هم عرب، وانه لقي مصرعه في عام 2016 46 عامل بناء وهذا معطى خطير جدا وأكثر بكثيير من المعدل العام في العشر سنوات الاخيرة ( 32عامل سنويا ). وشددت مديرة الجمعية سندس صالح انه لا يمكننا ان نحصي هذه الحالات في ارقام وإحصائيات فكل ضحية هي فشل ذريع لجميع الجهات المسؤولة .
تمت الإشارة في الموتمر انه بحسب تقرير مراقب الدولة في عام 2015 عالاقل 50% من ورشات البناء لم تتم زيارتهم من قبل مفتش من وزارة الاقتصاد وهذا بحد ذاته يبدأ سلسلة من الاهمال والتهاون بحياة العامل .
في نهاية المؤتمر تم فتح المجال لطرح أسئلة من قِبَل المشاركين ومناقشتها في حوار مفتوح بين المشاركين، لينتهي المؤتمر بعرض نقاط تلخيص لوضع خطة عمل مستقبلية مطالبين بإرشادات باللغة العربية وان يتم تمرير ورشات عمل او استكمالات لعمال البناء لضمان أمنهم وسلامتهم .
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48