عشية إقرار ميزانية الدولة للعامين 2017 – 2018، ناقشت لجنة العمل والرفاه والصحة البرلمانية مكانة الصحة العامة ومستوى تقديم خدمات طب العائلة في صناديق المرضى. وشارك في الجلسة عضو لجنة الصحة البرلمانية النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، ونائبة مدير عام وزارة الصحة، وعدد من الممثلين عن صناديق المرضى. وتخلل الجلسة التقارير المشيرة إلى الأوضاع الصعبة التي يعمل بها الأطباء والطواقم الطبية في ظل حالة الاكتظاظ، حيث يعالج الطبيب الواحد في (صندوق المرضى العام) 1730 مريضا، وفي (مكابي) 1814 مريضا، وفي (مئوحيدت) 1492 مريضا، وفي (لئوميت) 1255 مريضا.
في كلمته انتقد النائب ابو معروف تقليص 66 مليون شاقل من وزارة الصحة، تنوي الحكومة إقرارها في ميزانية الدولة للعامين القادمين، وقال، إن جهاز طب العائلة يحتاج إلى الميزانيات المضاعفة للتغلّب على النقص بالأطباء بشكل عام وبالأطباء المتخصصين بالذات، إضافة إلى النقص بالممرضات والكوادر الطبية الأخرى، وبدلا من البحث عن السبل لتحسين مستوى الخدمات الطبية، تقوم الحكومة السنة تلو الأخرى بإجراء تقليصات تنعكس سلبا على صحة العائلة، وعليه سيزداد الأمر سوء في السنوات الخمس القادمة، وإذا استمر الوضع على هذا النحو فسيؤدي الأمر في السنوات العشر القادمة إلى شلّ عمل عيادات صناديق المرضى وانعدام أبسط الخدمات الأولية.
وأضاف د. ابو معروف، إن الوضع الراهن في صناديق المرضى بحالة صعبة جدا، تصل مدة فحص الطبيب للمريض الواحد أربع دقائق، ناهيك عن انتظار المرضى للدخول إلى الطبيب فترة زمنية تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة على الأقل، ما لا يتيح الفرصة للطبيب القيام بواجبه المهني وفحص المريض كما يلزم، وفي أحيان كثيرة يتسبب بمعاناة المرضى وتعرّضهم للخطر.
وطالب د. ابو معروف وزارة الصحة بتوفير إمكانية التخصصات للأطباء، وأن يسهِّل مجلس التعليم العالي من الشروط الصعبة التعجيزية لقبول تخصص هؤلاء الأطباء وخاصة الأطباء العرب منهم، ثم زيادة عدد الملاكات بالأطباء المتخصصين ورفع نسبة رواتبهم بهدف تحسين العلاج الطبي، مشيرا إلى أن تقوية العيادات وتحسين الخدمات الطبية يقلِّص من الحاجة إلى المبيت في المستشفيات، ويخفِّف الاكتظاظ في غرف الطوارئ، الأمر الذي ينعكس إيجابا على صحة العائلة من جهة، وتقليص التكاليف الباهظة التي تصرف من خزينة الدولة من جهة أخرى. وقد لاقى توجّه النائب ابو معروف التجاوب والآذان الصاغية لدى مندوبة وزارة الصحة وممثّل نقابة الأطباء العامة، ووعدت نائبة المدير العام في وزارة الصحة الأخذ برأي ابو معروف ودراسته.
وقال د. ابو معروف، أنه في اليومين التاليين ستقرر ميزانية الدولة للعامين المقبلين، وأنه شارك في عدد كبير من جلسات اللجان البرلمانية التي لا تبشِّر خيرا وخاصة لجنة المالية البرلمانية التي تنوي وللأسف إقرار ميزانية شحيحة للصحة العامة، وأعطى د. ابو معروف النموذج الكوبي كمثال وقال، أنه مما لا شك فيه توجد ضرورة كبيرة للتقنية العالية والتزود بالأجهزة الطبية المتطوِّرة ولكنها ليست الأساس في ظل النقص الكبير بالكوادر الطبية، فالمريض يحتاج إلى الوقت الكافي من الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتقديم العلاج المناسب، الأمر المتوفِّر جدا في كوبا رغم النقص الشديد بالأجهزة التقنية المتطوِّرة وينعدم عندنا في البلاد.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48