قالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في ختام اجتماعها، الذي عقد قبل ظهر اليوم السبت، في مجلس عارة وعرعرة المحلي، إن حملات الاعتقالات الواسعة، التي طالت أيضا أعضاء في قيادة لجنة المتابعة، وبضمنهم رئيسها، محمد بركة، والمحاكمات الجائرة التي حيكت على عجل، لن ترهبنا، ولن تجعلنا نرضخ لنهج كم الأفواه، ودورنا كقيادة أن نحمي الناس ونتحرك بمسؤولية. 

وطالبت المتابعة القمة العربية والاسلامية، المنعقدة اليوم في العاصمة السعودية جدّة، إلى أن تأخذ الدول العربية والاسلامية دورها لوقف الحرب على شعبنا الفلسطيني، ومنع جريمة التهجير من قطاع غزة، التي يخطط لها الاحتلال من خلال مئات المجازر التي يواصل ارتكابها. وقد أجرى المشاركون وقفة في الساحة العامة في عارة وعرعرة، مطالبين بوقف الحرب.

ورحب بالاجتماع، رئيس المجلس المحلي، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس، الذي أكد وقوف السلطات المحلية العربية مع شعبها، في ظل الهجمة واسعة النطاق على جماهيرنا العربية في وطنها، بهدف قمعها ومنعها من التعبير عن موقفها الداعي لوقف الحرب فورا.

واستعرض رئيس المتابعة محمد بركة، حيثيات اعتقاله يوم الخميس، وهو في طريقه الى الوقفة التي أقرتها لجنة المتابعة لأعضاء في الناصرة، واعتقال أعضاء المتابعة، سامي أبو شحادة وحنين زعبي، وامطانس شحادة، ويوسف طاطور، ومحمود مواسي، مشددا على أن هذا الاعتقال الذي استمر لساعات، المستهدف منه جماهيرنا العربية عامة.

وقال بركة، إنه بمشورة حقوقيين، عمل على ابلاغ الشرطة بوقفة المتابعة قبل موعدها، ورفض كل محاولات التهديد من الضابط المسؤول، قبل يوم من الوقفة، وأنه تعرّض لحاجز بوليسي استهدفه شخصيا عند مدخل الناصرة الشمالي.

وقال بركة، إن أمام لجنة المتابعة العليا العديد من الإمكانيات للتحرك، ونحن لا نتحرك كأصحاب مناصب، انما كأصحاب قضية ووفق ما يتيحه لنا القانون، ونحن لن نستسلم لعربدات جهاز ايتمار بن غفير، ونحن كقيادة جماهير فلسطينية في الداخل، سنكون أمام المساءلة في المستقبل، حول ما بذلناه، أمام المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، التي تجاوزت ما يمكن للعقل الإنساني أن يستوعبه، ونحن لدينا واجب وطني وانساني تجاه شعبنا، والحرب موجهة أيضا ضدنا من خلال القمع والملاحقات والاعتقالات والمحاكمات.

وتابع بركة قائلا، إنه مساء يوم الجمعة، اقتحمت قوة من البوليس مقر الحرب الشيوعي والجبهة في الناصرة، للمرة الثانية خلال ستة أشهر، واعتدوا بالعربدة على لوحات وشعارات وقاموا بإزالة رسم العلم الفلسطيني، في ساحة المقر.

وحيّا بركة في كلمته القوى اليسارية الجريئة في الشارع الإسرائيلي، التي تظاهر العشرات منها مساء يوم الخميس في تل أبيب والقدس الغربية، تضامنا مع لجنة المتابعة وضد اعتقال أعضائها، ورأينا الاعتداء البوليسي الجسدي الوحشي الذي وقع على المشاركين، وأسفر عن اعتقال 15 متظاهرا في تل أبيب، ومتظاهر في القدس الغربية. 

واستعرض سامي أبو شحادة حيثيات لقاء مندوبي لجنة المتابعة العليا، مع مندوبي 30 سفارة لدى إسرائيل، أمس الجمعة في مدينة يافا، بمشاركة 5 سفراء، ودبلوماسيين من 25 سفارة، بمستويات مسؤوليات مختلفة، واستمعوا لشروحات عن واقع الجماهير العربية، من النائبة عايدة توما سليمان، وسامي أبو شحادة، ومدير مركز عدالة المحامي حسن جبارين، ومدير مركز مساواة جعفر فرح.

وأكد أبو شحادة على أهمية هذا اللقاء الذي بادرت له المتابعة، وضرورة خلق قنوات اتصال مباشرة ودائما مع العالم، دبلوماسيا وسياسيا وإعلاميا، إذ أنه لمس عدم معرفة الدبلوماسيين بواقع جماهيرنا، وحتى منهم لم يكن يعرف حقيقة أننا جزء حي من شعبنا الفلسطيني.

وعرض برهوم جرايسي حيثيات الاعتداء البوليسي على مقر الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية في الناصرة، مساء الجمعة، بقوة مدججة بالسلاح، واعتدوا على الرسومات والشعارات والعلم الفلسطيني على جدران المقر الخارجية، وقال إن هذا الاعتداء الثاني خلال 6 أشهر، حينما هاجموا المقر لإنزال الأعلام الفلسطينية عنه.

وكلف الاجتماع طاقم سكرتيري مركّبات لجنة المتابعة، لبحث كافة الاقتراحات، وجدولة ما يتفق عليه.

وبعد الاجتماع نفذ المجتمعون وقفة في ساحة عامة في عرعرة، داعين لوقف الحرب الدائرة على شعبنا فورا.

رسالة الى القمة العربية

وبموجب قرار الاجتماع، بعث رئيس المتابعة محمد بركة، رسالة عاجلة الى القمة العربية المنعقدة اليوم السبت، في العاصمة السعودية جدّة، ودعا فيها للعمل من اجل ايقاف الحرب والعدوان على شعبنا في غزة والعمل على التصدي للتهجير، ولإعادة المهجرين الى منازلهم.