دعا وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الثلاثاء، الى تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة "بشكل طوعي" إلى دول العالم، معتبرًا ذلك بانه "الحل الإنساني"!

وقال سموتريتش إن "الهجرة الطوعية واستيعاب سكان غزة في دول العالم هو حل إنساني ينهي معاناة اليهود والعرب". 

تصوير: هاني الشاعر

مليون ونصف مليون نازح في الجنوب

مقال في وول ستريت جورنال

ويأتي هذا التصريح في سياق الكشف عن "مبادرة" من الائتلاف والمعارضة لترحيل أهالي غزة. فقد نشر عضوا الكنيست داني دانون (ليكود) ورام بن باراك (يش عتيد)، وهما عضوان لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، اليوم الثلاثاء، مقالا في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، دعيا فيه إلى صياغة خطة تسمح بنقل أعداد كبيرة من النازحين من غزة إلى البلدان التي توافق على استقبالهم.

واقترح كاتبا المقال ما تم وصفه بـ "مبادرة جديدة" بشأن قطاع غزة، حيث دعيا إلى صياغة خطة تسمح بانتقال أعداد كبيرة من اللاجئين من قطاع غزة إلى الدول التي توافق على استقبال عدد متفق عليه من اللاجئين. وقالا ان المنظات الدولية يمكن ان تلعب دورًا فعالاً في هذا الشأن من خلال تغطية تكاليف نقل سكان قطاع غزة وضمان تأقلهم في المجتمعات الجديدة!

التهجير القسري من الشمال الى الجنوب

وتدعي مثل هذه الدعوات بانها تأتي لصالح اهالي القطاع. وكتب دانون وبن باراك معللين دعوتهم/ اقتراحهم: "لقد حوّلت حماس غزة إلى أكبر قاعدة إرهابية في العالم، وأصبح سكان قطاع غزة متاريس بشرية ورهائن، في حين تستخدم المدارس ومرافق الأمم المتحدة والمستشفيات والمساجد ورياض الأطفال والمقابر كقواعد لإطلاق الصواريخ على إسرائيل ومواقع لإنشاء البنى التحتية الإرهابية. ويقوم نشطاء حماس الإرهابيون بسرقة المساعدات الإنسانية الدولية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مثل: الغذاء والمعدات الطبية والوقود الذي من المفترض أن يستخدمه السكان المدنيون في غزة، تحت التهديد ويتركون السكان الفلسطينيين دون مأوى". ومن هنا جاءت المبادرة بالتهجير!

الأمطار تفاقم معاناة النازحين | تصوير: هاني الشاعر

وقبل هذا كان قد كُشف عن تسريبات من داخل الحكومة، عن ورقة مفاهيم لوزارة الاستخبارات أعدت في شهر أكتوبر الماضي، تقترح خطة إسرائيل لطرد عشرات آلاف الفلسطينيين من غزة وإجبارهم على الرحيل إلى سيناء، بذريعة إقامة مؤقتة هناك.

وكان الجيش الاسرائيلي قد أجبر أكثر من مليون شخص بالنزوح عن بيوتهم في شمالي القطاع والتوجه الى مناطق الجنوب، حيث عانون هناك من كارثة انسانية في ظل غياب أدنى متطلبات الحياة و"حشر" حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني في منطقة مساحتها محدودة جدًا، ولا يمكنها استيعاب مثل هذا العدد من النازحين واللاجئين.