تتواصل الاشتباكات في قطاع غزة بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية، في وقت صادق فيه كابنيت الحرب على ادخال الوقود الى قطاع غزة. ويعاني القطاع من تزايد الجفاف بسبب النقص في المياه وسوء التغذية وهناك مخاطر مجاعة محتملة.

وواصل الجيش الإسرائيلي قصف عدة مناطق في القطاع، ما أدى الى وقوع العديد من القتلى والجرحى. وتم  استهداف حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، ومجموعة من النازحين شرق مدينة رفح، جنوبي القطاع. وتعرض شمالي قطاع غزة، فجر اليوم، لقصف جوي إسرائيلي عنيف، فيما أطلقت المدفعية قذائف "عشوائية" نحو حيي التفاح والشجاعية وشارع يافا في مدينة غزة، ومنطقة النزلة في بلدة جباليا، شمالي القطاع. وتم تدمير مربع سكني كامل وتسوية مبانيه بالأرض في مخيم جباليا، الى جانب قصف منازل مأهولة في مخيم النصيرات وقصف في خانيونس.

وبحسب مصادر محلية ما زال في مناطق الشمال حوالي 800,000 نازح، بما فيها حي الشجاعية وحي التفاح، حيث تم اللجوء إليهما باعتبارهما "مناطق آمنة"، فيما تتعرض الآن الى القصف الاسرائيلي الذي يلاحق النازحين والأهالي في كل مكان.

استهداف المستشفيات

وفي مستشفى الشفاء تواصل القوات الاسرائيلية احتلال اقسامه ومحاصرته بالدبابات، في وقت تتواصل فيه عمليات استهداف المستشفيات، المتزامن مع تفاقم حدّة الأزمة الإنسانيّة بفعل شح المواد الطبية والمساعدات الغذائية والوقود وانقطاع خدمات الاتصالات والانترنت في قطاع غزة كليًا. وقال مدير مجمع الشفاء الطبي ان المستشفى تحول إلى سجن كبير يتعرض من فيه لإبادة جماعية.

وفيما تم استهداف محيط المستشفى المعمداني، قال الهلال الأحمر، مساء اليوم، ان "الدبابات الاسرائيلية تحيط بمستشفى المعمداني وطواقم المستشفى محاصرة وسط اطلاق نار كثيف".

قصف محيط مستشفى المعمداني

انتشار الأمراض

ومن جهتها قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إنها تشعر بقلق بالغ من انتشار الأمراض في قطاع غزة، حيث تسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع في تكدس السكان في الملاجئ مع نقص شديد في الغذاء والمياه النظيفة.

وقال ممثل المنظمة، ريتشارد بيبركورن: "نشعر بقلق بالغ بخصوص انتشار الأمراض عند حلول موسم الشتاء"، مشيرًا الى انه جرى رصد أكثر من 70,000 حالة عدوى تنفسية حادة وحوالي 44,000 حالة إسهال في القطاع المكتظ بالسكان، مؤكدا إلى أن الأعداد أعلى بكثير من المتوقع.

ادخال الوقود

وكان اعلن في اسرائيل، اليوم، عن ان كابينيت الحرب صادق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشاباك بالاستجابة لطلب الولايات المتحدة والسماح بإدخال "ناقلتَي وقود يوميا".

وقال مصدر اسرائيلي مسؤول ان "هذه العملية تسمح لإسرائيل بمواصلة حيز المناورة الدولية المطلوبة للقضاء على حماس". وستعبر الناقلات من خلال معبر رفح، بواسطة الأمم المتحدة، للسكان المدنيين في جنوب قطاع غزة و"شريطة ألا تصل إلى حماس". وأضاف المصدر ذاته: "هذه العملية هدفها منع انتشار أوبئة من شأنها أن تنتشر في المنطقة كلها، وأن يصاب بها سكان القطاع وكذلك قواتنا وأن تنتشر داخل إسرائيل أيضا".

وقوبل القرار بمعارضة بعض اعضاء الحكومة، وخاصة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير. وطالب سموتريتش في رسالة بعث بها الى رئيس الحكومة بتغيير تركيبة كابنيت الحرب والسماح لتشمل ممثلاً عن كل حزب مشارك في الحكومة، معتبرًا القرار بنه "يبث حالة ضعف" ويعطي لحماس "الأكسجين".