أخبارنا

رمزي حكيم

تحليل | من الدراما الى التراجيديا؛ أي "اكتشاف" أحضره "المتحدث بأسم"؟

وسؤال أخير: في حال وجود رهينة لدى الجيش الاسرائيلي، تم أخذه للأسر في حرب، وقد كان مصابًا، فأين تأخذه اسرائيل؟ أليس الى المستشفى؟ هذا سؤال، وليس مجرد سؤال!

في أجواء أقرب الى الدراما في افلام "هوليوود"، كانت قد روّحت لـ "سَبَق المتحدث" في شبكات التلفزة، قبل مؤتمره الصحفي بقليل، من خلال تكرار القول بان "شيئا مهما سيحدث بعد قليل"، ومن ثم استمرار الـ "الدراما" في البث نفسه - في مثل هذه الأجواء المبرمجة حاول المتحدث باسم الجيش، مساء اليوم الأحد، "الاقناع" بان حركة حماس تستخدم مستشفى الشفاء لأغراضها العسكرية. وهو، بهذا، أراد ان يثبّت، عمليًا، الادعاءات الاسرائيلية بشأن مستشفى الشفاء تبريرًا لاقتحامه واجلاء المرضى والطواقم الطبية منه.

لكن، كما في المرات السابقة، لم يكن مقنعًا. و"الدراما" مع كل ظهور له باتت تتحوّل الى "تراجيديا" شخصية. فصورة أحد المخطوفين المصابين في مستشفى الشفاء قد تعني احضاره الى المستشفى لتلقي العلاج. وأيضًا الصورة الثانية. اثنان من المختطفين، من اصل تايلندي ونيبالي، تم احضارهما الى المستشفى لتلقي العلاج. هكذا سيتعامل العالم مع الموضوع، بكل بساطة.

وكذلك صورة السيارة في ساحة المستشفى التي قال عنها انها واحدة من السيارات التي استخدمت في 7 اكتوبر عند دخول مسلحي حماس الى البلدات الاسرائيلية - هي أيضًا لا تعني ان مستشفى الشفاء هو موقع عسكري لحركة حماس وقيادتها. فالسيارة هي التي أحضرت المختطفين المصابين. هكذا يقول المنطق. والمنطق يقول أيضًا انه من المفترض ان تقف في ساحة المستشفى لإنزال المصابين منها.

وبشأن المختطفة نوعاه مرتسيانو لم يأتِ المتحدث باسم الجيش بأي صورة، انما اكتفى بالقول، هكذا في الهواء، ان مسلحي القسام "قتلوها في المستشفى". أين؟ وكيف؟ هذا لا يهم. المهم بث هذا الادعاء الى العالم.

كل هذا يجري في ظل انهيار الرواية الاسرائيلية بشأن الاحتفال الموسيقي بالقرب من رعيم، والتحقيق الذي كشف بان مروحية اسرائيلية عسكرية قصفت المشاركين في الاحتفال، وان حماس لم تكن تعلم به من قبل، وفي ظل تشكيك شبكة CNN بالأسلحة التي تم عرضها من قبل الجيش، ومن قبل المتحدث باسم الجيش نفسه، والتي احتوتها فيديوهات ومؤتمرات صحفية صُبغت، في حينه، بـ "الدراما" أيضًا. 

ماذا قالت CNN؟.. قالت:  "هناك احتمالية كبيرة في أن الجيش الإسرائيلي هو من وضع الأسلحة في مستشفى الشفاء".

لقد ادعت اسرائيل كل الوقت ان القيادة المركزية لحركة حماس موجودة في نفق أو انفاق تحت مستشفى الشفاء. وحتى الآن لم تحضر الدليل. واللجوء الى دراما "الاكتشاف"، اليوم، كما قبله، لن يفيد، ولن يقنع أي شخص. وهو يدلل على ان اسرائيل تتخبط في "الجبهة الاعلامية": تفتش عن أي شيء، وتخترع أي شيء، وتحاول عرضه وتضخيمه، على امل إحراز "نقاط" في الرأي العام العالمي، وهو ما فشلت به حتى الآن.

وسؤال أخير: في حال وجود رهينة لدى الجيش الاسرائيلي، تم أخذه للأسر في حرب، وقد كان مصابًا، فأين تأخذه اسرائيل؟ أليس الى المستشفى؟ هذا سؤال، وليس مجرد سؤال!

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48