في غمرة الحديث عن أنجع الطرق لمواجهة سياسات الهدم لحكومة اسرائيل، برز نموذج قرية المغار العربية الدرزية المسيحية الاسلامية، كنموذج يمكن البناء عليه.
حيث واجهت المغار أوامر الهدم، وتحدّت أوامر اخلاء البيوت، ونجحت في الوصول الى اتفاق رسمي يمنع الهدم ويؤسس لمرحلة جديدة، تستكمل فيها الخارطة الهيكلية للبلد خلال ثمانية اشهر.
فما الذي حدث؟
واجهت المغار بطوائفها وعائلاتها وأحيائها وأبنائها أوامر الهدم موحدة متماسكة، تحت راياتها الدينية وخلف قياداتها السياسية والمجتمعية، فكما تعانقت الرايات الثلاث واختلطت ببعضها ، كذلك سار اهل البلد متكاتفين متراصين في صفوفهم، في مواجهة الخصم الأساسي لهم وهي قوات واليات الهدم وسياسات التفرقة والتشرذم.
تحمّل المجلس المحلي وعلى رأسه السيد زياد دغش المسؤولية الكاملة، وقاد الازمة باقتدار، ووجه خطابا شجاعا وجريئا وحكيما للجهات الحكومية ، وكان واثقا بقدرته على افشال مخطط الهدم في المغار.
تجند منتدى المجالس الدرزية بكل وضوح ودون إبطاء، وأعلن إضرابا شاملا استباقيا قبل عملية الهدم وليس بعدها، ومارس دوره في الضغط على الجهات الحكومية.
عاشت المغار خلال الليالي الماضية حالة استنفار عام، لمواجهة اي اقتحام لقوات الهدم، وخلال ليل اول امس وبعد تسليم امر الاخلاء، انتفض الالاف في مداخل البلد وتم إغلاق الشوارع بمئات المركبات بمجرد سماع اشاعة تقدم قوات الهدم، والذي اتضح انه غير صحيح.
خرج الاف الناس بالامس للمشاركة في المظاهرة التي نظمت لاستباق عملية الهدم وليس بعد الهدم ، وكذلك لدعم الموقف التفاوضي للمجلس المحلي والعائلات المعنية بالهدم.
أصر المجلس المحلي والعائلات على الوصول لاتفاق مكتوب وموقع من الجهات الرسمية المعنية، ولم يثقوا بالوعودات الشفهية.
في تصوري يمثل الاتفاق الموقّع سابقة ايجابية يمكن ان يُبنى عليها في كل مدننا وقرانا المهددة بأوامر الهدم، وهو يشبه الاقتراح الذي تقدمت به القائمة المشتركة ويتضمن سحب والغاء أوامر الهدم وإعطاء فرصة كافية لترتيب اوضاع البيوت من خلال الخارطة الهيكلية لكل بلد.
خلاصة الامر، اننا بوحدة صفنا وبأكبر عدد من المشاركين، وبالمبادرة للفعل النضالي الاستباقي الشجاع المواجه قبل وقوع الهدم، وتجنيد كل عناصر القوة يمكن ان نواجه سياسات الهدم والعنصرية .
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48