بات المشهد يتكرر في اسرائيل: الساعة السادسة فجرًا من كل صباح يتم الاعلان عن قتلى جدد بين صفوف الجنود والضباط في المعارك الدائرة في قطاع غزة، وفي ساعات النهار يتم الاعلان عن مصابين وجرحى جدد.
كل هذا يحدث في وقت لم تنجح فيه القيادتين السياسية والعسكرية بـ"اقناع" الرأي العام الاسرائيلي، رغم كل التصريحات اليومية، بانها حققت ولو بعضًا من اهدافها المعلنة للحرب، وبالتالي بدأت حالة التململ تسيطر على الشارع الاسرائيلي الذي بات يوجه انتقادات لقيادته. وحتى هناك بعض الأصوات التي ترتفع وتتهم بترك الجنود في "مصيدة المقاتلين في قطاع غزة"، حيث يجري استهداف الجنود يوميًا في كمائن وعمليات خداع.
كابوس غزة
ويبدو ان كابوس غزة بدأ يلاحق الكثيرين. وهناك ما يُنشر وما لا يُنشر. فقد تم الاعلان، اليوم، عن ان جندي اسرائيلي من المظليين عائد من غزة، استيقظ ليلاً على كابوس، وبدأ باطلاق الرصاص داخل احد المعسكرات في عسقلان، ما ادى الى اصابة الجنود في المعسكر. وكان نُشر في وقت سابق ان حوالي 3,000 جندي معاق، جسديًا ونفسيًا، تم الاعتراف بحالتهم من قبل الجيش، وهو ما يشير الى حدة المعارك الجارية في محاور القطاع، في حين تم التأكيد ان ربع لواء جولاني خرج عن الخدمة، بين قتيل وجريح. واعترفت تقارير اسرائيلية ان مثل هذه الأمور "لم تحدث في اسرائيل في أي وقت سابق، وهي حالة جديدة تستدعي البحث والدراسة".
الجبهة الداخلية: حالة إرهاق
ويُضاف الى كل ذلك حالة الإرهاق في الجبهة الداخلية، واجلاء مئات الألوف عن منازلهم في مناطق الشمال، على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وكذلك في مناطق غلاف غزة، في وقت لا تقدم اسرائيل أية حلول لهم. وقالت تقارير أمس ان مدينة إيلات ممتلئة بالنازحين الاسرائيليين، وكذلك الكثير من الفنادق في البلاد، في ظل غياب أي "أمل" بالعودة الى منازلهم قريبًا. وهناك حالة احباط بينهم، حيث بات يتكشف ان مناطق واسعة في الشمال وفي غلاف غزة تم تدميرها نتيجة القصف المتواصل منذ بدء الحرب.
الأوضاع الاقتصادية
وتواجه اسرائيل أوضاعًا اقتصادية صعبة، وتكبّد الاقتصاد الاسرائيلي خسائر كبيرة، حيث جرى نتيجة ظروف الحرب اغلاق الكثير من القطاعات الاقتصادية، مثل الهايتك وغيرها، بالاضافة الى اخراج عمال وموظفين الى اجازات بدون رواتب، وتقليصات في شبكات تجارية كبيرة، وانهيار قطاع السياحة وتوجيه ضربة لقطاع الزراعة. ولم يجر تقديم تعويضات لا للعائلات ولا للجنود، بينما مسار رسوم البطالة لا يعوّض سوى عن اجزاء قليلة من الرواتب الأصلية، وهو ما يزيد من حالة الانتقاد التي بدأت تظهر جليًا على شبكات التلفزة وتقول بصراحة ان "الحكومة تركت الناس دون حلول".
المختطفون
والقضية الأساس، قضية الرهائن بالنسبة للكثير من الاسرائيليين، لم تجد أية حلول، وظهر جليًا الآن ان ما كانت تدّعيه القيادتين السياسية والعسكرية من ان زيادة الضغط العسكري، والتصعيد في القصف على قطاع غزة، سيضطر حماس الى القبول بصفقة تبادل - ظهر زيف هذه الادعاءات، حيث ما زالت قضية الأسرى دون أي تقدم، وحماس هي التي تحدد أي مسار مستقبلي، ما يعني أيضًا انها ما زالت قادرة على ادارة المعركة، كانها في يومها الأول. وهذا لا يتبط فقط بقضية الرهائن، انما بقواعد اطلاق الصواريخ، التي ما زالت تطلق من خانونس والشجاعية وجباليا رغم التوغل البري الاسرائيلي في هذه المناطق، وهو ما يقول الكثير عن "دقة" المعلومات التي يجري بثها الى الرأي العام الاسرائيلي يوميًا من قبل المتحدق باسم الجيش.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48