أخبارنا

ضربة معلّم: عشر ساعات غيّرت وجه الجبهة!

 

كتب: رمزي حكيم | ما تحقق، بالأمس، في مجلس الجبهة القطري، كان بمثابة ضربة معلّم! عشر ساعات كانت كافية لتوليد الجديد. الجبهة التقطت اشارات المرحلة وعلاماتها. وكان الالتقاط سريعًا، ومن الجميع: قيادة وكوادر، اما الاشارات فقد كانت صريحة وواضحة في مسعاها. هذا ما يجب ان ندركه حتى نفهم عمق ما حدث.

 

واذا كانت قائمة الجبهة المنتخبة قد أثارت ما أثارت من ضجة، بعد ولادتها الحديثة، فذلك بالضبط لأن الجبهة نجحت في اعطاء البرهان بانها قادرة على انتاج الجديد، على اساس واعٍ، وفي تحقيق التفاف واسع حوله، في داخلها ومن اوساط خارجها (وهذا هو المهم)، وبالتالي كسبت الرهان على المستقبل.

 

تتابع سير الاحداث في المجلس، من لحظة اعلان النائب محمد بركة، سحب ترشيحه عن المنافسة على المكان الأول، شكّل تفجيرا حقيقيًا، بالمعنى الإيجابي، لكل ما كان سائدًا حتى تلك اللحظة، وهزة كبيرة كانت بمثابة تأشيرة الدخول لما هو قادم . واعتقد  ان بركة قد امتلك، في تلك اللحظة، وقبلها، شجاعة القائد، حكمته وحنكته وبعد نظره، وجاء اعلانه تأكيدًا، لا جدل فيه، على انه سيكون القابلة الرئيسية للولادة الحديثة، ففتح بذلك، هو وزملاؤه د. حنا سويد ود. عفو اغبارية، فضاءً واسعًا للحركة والتغيير داخل قائمة الجبهة.

 

اعرف الكثير عن الايام الاخيرة قبل انعقاد المجلس. واعرف الكثير عن الساعات الأخيرة، في الليلة التي سبقت انعقاد المجلس. وقد كنت جزءًا منها وفيها (وليس نقلاً عن). لذلك اسمح لنفسي بالحديث، هنا، عن بعض التفاصيل. فاذا كان بركة القابلة الرئيسية للولادة الحديثة، فان المهندس رامز جرايسي كان الإشبين لهذه الولادة. وللحقيقة فان المحامي أيمن عودة كانت له مساهمة رئيسية وكبيرة فيها أيضًا. ولن ادخل في التفاصيل اكثر. لكن اجد لزامًا عليّ، وهو من حق بركة عليّ، ان اوضح هنا، بما كنت اعرفه منه شخصيًا، وفي أحاديث ثنائية، قبل لحظة الاعلان، وهي اللحظة التي فاجأت الكثيرين في المجلس، ان قراره كان قد اتخذه سابقًا، وعن قناعة، لأنه يريد بالفعل ان يكون القابلة الرئيسية لولادة الجديد واعطاء المجال امام الوجوه الجديدة للتنافس فيما بينها. وهذا القرار اتخذه ضمن رؤية أوسع من المعادلات الداخلية في التنظيم، وأصلاً لا علاقة لهذه المعادلات في القرار، وكان بمقدور بركة، لو اراد بالفعل الترشّح، الاستفادة من هذه المعادلات لصالح انتخابه مرة اخرى. لذلك فان كل ما كان يُكتب في حق بركة في المواقع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، كان متسرعًا، وكان بالامكان تجنبه، وكل من كَتَب، حتى ولو اعتقد بذلك انه يساهم في التمهيد للجديد، لم يكن يعرف ان "الطلق حمي" وان الجديد كان قد ادخله محمد بركة الى غرفة الولادة قبل انعقاد  المجلس، وان هذه الكتابة كانت زائدة وفي غير محلها، على أقل تقدير.

 

لم تعد هناك حاجة لقول آخر: مجلس الجبهة، بانتخابه أيمن عودة وعايدة توما ودوف حنين ويوسف تيسير جبارين وعبد الله أبو معروف، حقق كل الجديد، وسيبقى هو، هو هو، المولّد الاكبر والنتيجة التي غيّرت وجه الجبهة في غضون عشر ساعات، سبقتها ضربة معلّم من محمد بركة قلبت كل الاوراق، او بالأصح اعادت ترتيبها وتنظيمها من جديد.

 

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48