كشفت تقارير أمريكية عن حالة من "الصدمة" تخيم على إدارات الجامعات من اتساع المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين، في وقت اتخذت الجامعات في الولايات المتحدة منحى أكثر عدائية في التعامل مع الاحتجاجات التي تتزايد يوما بعد يوم في ربوع البلاد.

وذكر موقع أكسيوس الأمريكي أنه حتى 26 نيسان/أبريل الجاري تم اعتقال قرابة 600 شخص في 15 حرمًا جامعيًا في أنحاء البلاد خلال أقل من عشرة أيام، مشيرًا الى ان إدارات الجامعات اتجهت لقمع المتظاهرين بطرق غير مسبوقة مع تزايد حجم الاحتجاجات وكثافتها.  وأبرز هذه الجامعات: جامعة ولاية أريزونا، وبارنارد، وكولومبيا، ودنفر، وإيموري، وجورج واشنطن، وأوهايو، ونورث كارولينا، وجنوب كاليفورنيا، وتكساس في أوستن، وفرجينيا للتكنولوجيا، وجامعة بيل، وسنترال فلوريدا.

إدارات الجامعات تتعامل بعدائية مع اجتجاجات الطلاب | تصوير: مواقع التواصل

ووقعت غالبية الاعتقالات في المعسكرات والاعتصامات. فبعد أن أدلت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق، وهي أمريكية من أصل مصري، بشهادتها أمام الكونغرس والتي اتخذت موقفا ينسجم مع النواب الذين يشجبون الاحتجاجات، رد الطلاب بإقامة معسكر للاعتصام في حرم الجامعة منذ 17 نيسان/أبريل، ما دفعها في اليوم التالي لطلب الشرطة بهدف تفكيك المعسكر.

ومنذ ذلك الحين، ظهرت مخيمات واعتصامات تضامنية للطلاب ضد الحرب في غزة في جميع أنحاء البلاد، وهي مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر، لكنها تصاعدت مع أحداث الأسبوع الماضي.

أبرز مطالب المحتجين

وهدف الطلاب الرئيسي من الاحتجاجات هو دفع جامعاتهم لقطع العلاقات مع الشركات المرتبطة ماليًا مع إسرائيل وتلك التي تدعم الحرب في غزة. كما دعت المنظمة الطلابية لمكافحة العنصرية في جامعة كولومبيا وإنهاء أعمال الشرطة في الحرم الجامعي وقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.

اتساع مظاهرات الجامعات | تصوير: مواقع التواصل

وفي جامعة جنوب كاليفورنيا دعت إحدى الائتلافات الطلابية إلى العفو الكامل عن الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس الذين تم تقديمهم الى محكمة  تأديبية داخلية بسبب نشاطهم المؤيد للفلسطينيين.

أسباب الاعتقالات

وكانت المعسكرات والاعتصامات سلمية إلى حد كبير. وتدعي السلطات الأمريكية ان معظم الاعتقالات كانت بداعي التعدي على ممتلكات الغير، وهو ما دفع منظمات حقوقية مدنية مثل اتحاد الحريات المدنية الأمريكي في جورجيا، لوصف تلك الاعتقلاات بأنها "حملات قمع غير دستورية ضد التعبير والاحتجاج".

وكانت جنوب كاليفورنيا أول جامعة كبرى تلغي حفل التخرج ردًا على الاحتجاجات بعد إلغاء خطاب أحد الطلاب المتفوقين المؤيدين لفلسطين.