أين السنوار؟ وهل نجا فعلاً من محاولة اغتيال؟
"عقدة" اسرائيل بعد 8 أشهر: لم تستطع فك "لغز" مكان يحيى السنوار ● مصادر في حماس: "السنوار على اطلاع دائم ومستمر على كل ما يجري ● "دائرة صغيرة جدًا لا تتعدى الشخصين أو الثلاثة على أبعد تقدير هي من تعرف مكانه وتؤمِّن احتياجاته المختلفة وتواصله مع قيادة حماس في الخارج"
بعد 8 أشهر من الحرب المتواصلة ونبش إسرائيل كل بيت ونفق ومكان كانت تتوقع أن تجد فيه رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، من شمال قطاع غزة إلى وسطه، ثم إلى خان يونس ورفح في جنوبه، لم تعثر القوات الاسرائيلية على أي أثر له سوى فيديو قصير يُظهره في أحد الأنفاق مع عائلته، وتم تصويره - كما يبدو - في بداية الحرب في خانيونس، مسقط رأسه.
وكانت إسرائيل، على لسان أكثر من مسؤول وضابط، تتحدث بثقة عن وجوده في خانيونس وأنفاقها، وفي بعض المرات كانت تشير إلى أنها تقترب منه قبل أن يفلت منها. ووسَّعت إسرائيل ملاحقته إلى رفح، في عملية ما زالت مستمرة.
صورة من الفيديو الذي نشره الجيش في بداية الحرب على خانيونس ويظهر فيه السنوار في أحد الأنفاق | تصوير شاشة
وتُظهر عملية ملاحقة إسرائيل للسنوار، ومعه عديد من القيادات السياسية والعسكرية لحركة "حماس"، فشلاً استخباراتيًا كبيرًا، مما أثار تساؤلات حول مكان وجوده وكيفية قدرته على التخفّي في ظل حرب مدمرة طالت كل منطقة في قطاع غزة، فوق الأرض وتحتها.
هل السنوار منقطع حقًا عن العالم الخارجي؟
مصادر في حركة "حماس" في قطاع غزة وخارجه قالت لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن قدرة السنوار على التخفّي حتى الآن، وعدم قدرة إسرائيل على الوصول إليه، "لا تعني أبدًا أنه منقطع عن التواصل مع قيادات الحركة بالداخل والخارج".
وأكدت المصادر أن السنوار على "اطلاع دائم ومستمر على كل ما يجري، خصوصًا ما يتعلق بالمفاوضات التي تجري، وكل مبادرة قُدّمت كان يدرسها بشكل جيد ويتمعن فيها ويُبدي رأيه فيها ويتشاور حولها مع قيادات الحركة من خلال التواصل معهم بطرق مختلفة". وأوضحت المصادر أن قائد "حماس" في غزة تواصل مرات عدة مع قيادات الحركة بالخارج خصوصًا في الأوقات الحاسمة من المفاوضات التي جرت في الآونة الأخيرة، كما أنه تواصل مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، بعد استهداف إسرائيل أبناءه، وقدّم له التعازي. ولم توضح المصادر كيف جرى هذا التواصل، وهل كان مباشرًا أم لا.
هل نجا السنوار من محاولة اغتيال؟
ولم تنفِ المصادر أو تؤكد ما إذا كان السنوار قد نجا فعلاً من أي محاولات اغتيال إسرائيلية خلال الحرب الحالية، وما إذا كانت أي قوات إسرائيلية قد اقتربت من مكانه، خصوصًا خلال اجتياح خانيونس.
وقالت المصادر إن "دائرة صغيرة جدًا لا تتعدى الشخصين أو الثلاثة على أبعد تقدير هي من تعرف مكانه وتؤمِّن احتياجاته المختلفة، وكذلك تؤمّن تواصله مع قيادات الحركة بالداخل والخارج". ولم تحدد المصادر ما إذا كان السنوار مختبئًا فوق الأرض أو تحتها.