اسرائيل، واشنطن، والردّ على إيران
اسرائيل تتوعد بـ"هجوم كبير" وواشنطن تريد تجنّب مهاجمة منشآت النفط الإيرانية - هذه المواقف
قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي (سنتكوم) يلتقي رئيس هيئة الأركان | تصوير: إعلام الجيش
في الوقت الذي تؤكد فيه إسرائيل بأن ردها على الهجوم الإيراني سيكون "قويًا"، تسعى واشنطن الى اقتصار الرد على أهداف عسكرية وحكومية، دون اللجوء الى مهاجمة منشآت النفط.
وقالت تقارير ان "إدارة بايدن نقلت رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستدعم هجومًا إسرائيليًا على إيران، إذا ركز على أهداف عسكرية وحكومية، ولكنها لا ترغب في هجوم ضد منشآت النفط اقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم".
وتخشى واشنطن أن تؤثر مهاجمة منشآت النفط الإيرانية على أسعار النفط والاقتصاد العالمي، قبل شهر من الانتخابات الأمريكية. كما تخشى إدارة بايدن وعدد من الدول الأوروبية المؤيدة لإسرائيل أن يؤدي الهجوم على منشآت النفط إلى زيادة احتمالية نشوب حرب إقليمية شاملة "قد تضر بدول أخرى في المنطقة".
قائد "سنتكوم" في اسرائيل
وكان قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، قد وصل الى اسرائيل، امس السبت، واجتمع برئيس هيئة الأركان، هرتسي هليفي، وكبار قادة هيئة الأركان العامة. وفي وقت لاحق التقى بوزير الأمن، يوآف غالانت، وسط تأكيد الجيش انه يستكمل استعداداته للرد على إيران، وأن إسرائيل لا تنوي المرور على الهجوم دون "رد كبير وحازم". وقالت تقارير ان إسرائيل تدرس خيارات عدة للرد على الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية.
الولايات المتحدة ساهمت في اعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية
وقالت مصادر ان إسرائيل تنسق مع واشنطن بشأن ردها على إيران، وهي تتجنب إثارة الخلافات معها، على الرغم من انها غير راضية من الموقف الأمريكي، خاصة وأن الولايات المتحدة عبر قيادتها المركزية ، تدير تحالفًا دوليًا وإقليميًا في الشرق الأوسط، ساهم في اعتراض صواريخ باليستية كانت متجهة من إيران نحو إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي.
الجيش: هجوم كبير
وكان الجيش أكد، أمس، أنه يستعد لـ"هجوم كبير" على الأراضي الإيرانية، مشيراً إلى أنه لا يستبعد أن ترد طهران وتطلق صواريخ مرة أخرى باتجاه إسرائيل، وذلك في إحاطة صحافية لوسائل إعلام إسرائيلية ودولية، ما يزيد المخاوف الغربية من اندلاع نزاع واسع النطاق في الشرق الأوسط.
قلق في دول الخليج
ويثير الهجوم الإسرائيلي المتوقع قلقًا ليس فقط في الدول الغربية، انما أيضًا لدى الدول الخليجية، التي تخشى أن ترد إيران بالهجوم عليها، في حال مهاجمة إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية، وبالتالي تتسبب في أضرار كبيرة لصناعات الطاقة لديها. وأعرب وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، هذا الأسبوع، عن قلقه من سيناريو كهذا خلال زيارته لقطر، حيث التقى الرئيس الإيراني مسعود باذقشيان.
وأشارت تقارير إلى أن "الاجتماع بين الوزير السعودي والرئيس الإيراني عقد في قطر على هامش مؤتمر اقتصادي لدول آسيا، حيث عقدت اجتماعات أخرى بين قادة عرب وقيادة إيران، وان الرسالة المشتركة في جميع هذه الاجتماعات هي أن الدول العربية لا تنوي التعاون مع هجوم إسرائيلي على إيران، وعلى إيران تجنب مهاجمتها ردًا على أي تحركات تقوم بها إسرائيل".