نقف اليوم بعد اكثر من عامين ونصف من الإعلان عن إقامة القائمة المشتركة، والتي جاءت نزولاً عند رغبة الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل ومطالبتهم بوحدة الجماهير العربية، تزامناً مع محاولة اليمين الإسرائيلي الغاء التمثيل العربي، الوطني والمتمسّك بالثوابت، في الكنيست، من خلال رفع نسبة الحسم، وأسباب أخرى أدّت في نهاية المطاف الى تشكيل القائمة المشتركة التي علّق جمهورنا عليها الآمال الكبيرة بتمثيل المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل برؤوس شامخة وتحصيل وانتزاع حقوقنا في البلاد ومواجهة أكثر الحكومات الإسرائيلية عنصرية وتطرّفا.
عشيّة الاعلان عن القائمة المشتركة، وخلال المفاوضات التي سبقت الاعلان عن تشكيلها، كُنّا قد قَبلنا بتقسيم ظالم وغير عادل للعربية للتغيير، التي تشهد في السنوات الأخيرة تقدّما ودعما جماهيريّا وشعبيّاً كبيراً ومشهوداً، في تركيبة القائمة المشتركة حيث تم تخصيص مقعدين فقط في تركيبة القائمة.
وبالرغم من هذا التنازل وذاك الظلم، فوجئنا وفي الدقيقة الأخيرة،بان لجنة الوفاق اضافت بند التناوب والذي نص على تناوب الأحزاب الأربعة بين المقاعد الثاني عشر والثالث عشر، وهما للعربية للتغيير والجبهة لصالح المقاعد الرابع عشر والخامس عشر، وهما للتجمع والحركة الاسلامية، وذلك مع انتصاف المدّة القانونية للكنيست العشرين، وتم فرض هذا البند واضافته بعد ان كان بعض اعضاء لجنة الوفاق قد ابلغونا بالاتفاق النهائي الذي منح العربية للتغيير مقعدين كاملين، قبل اضافة بند التناوب.
اعترضنا على ذلك الا اننا لم نرغب في العربية للتغيير في حينه بالوقوف أمام رغبة الجماهير العربية باقامة القائمة المشتركة ووقعنا على الاتفاق حتى لا نكون العقبة أمام تشكيلها ورضينا بهذا الظلم وهذا الاجحاف.
شغل موضوع التناوب الشارع العربي الفلسطيني في الداخل في الآونة الأخيرة.
كَثُرت التفسيرات وكَثُر كيل الاتهامات، هنا وهناك، ولحقنا المس والتجريح من قبل بعض "العسكانيم" والمراهقين السياسيين واصحاب الاجندات الحزبية الضيقة. واليوم نقف أمامكم مرفوعي الرأس بأننا الحزب الذي لم ينقض عهدا او اتفاقا في يوم من الأيام، منذ اقامة الحركة العربية للتغيير حتى اليوم، على عكس البعض، الذين نقضوا عهودا ونكثوها المرة تلو الأخرى، حتى في اطار الحزب الواحد. ومنذ اللحظة الاولى التي تم الحديث فيها عن تنفيذ اتفاق التناوب، لم تُغيّر العربية للتغيير موقفها قيد أنملة.
تحدثنا منذ اليوم الأول عن تنفيذ اتفاق التناوب كرزمة واحدة، حيث كما يعلم الجميع، فان استقالة النائب السابق باسل غطاس ودخول النائب جمعة الزبارقة الى الكنيست، والذي كان من المفترض ان يدخل ضمن اتفاق التناوب، أحدثت هذه الاستقالة بلبلة وخللًا في تنفيذ اتفاق التناوب كونه لم يتطرّق الى حالة اضطرار احد النواب للاستقالة ودخول احد المرشحين الذين ينص عليهم اتفاق التناوب، ومعه كثرت التفسيرات وتباينت المواقف حول كيفية تنفيذ الاتفاق في ظل هذا الخلل القائم.
اقترحنا تنفيذ الاتفاق كرزمة واحدة وبالتوافق ، لانه الطرح الوحيد الذي يضمن اجتياز هذه المحنة التي تمر بها القائمة المشتركة، والذي كان كفيلا بعدم وصول المشتركة الى محنتها الحالية. وكنا قد طرحنا هذا الموقف في كل اجتماع مع مركبات المشتركة وكذلك في اجتماعنا مع لجنة الوفاق حيث اكدنا التزامنا القاطع بتنفيذ اتفاق التناوب وطالبنا بالوصول الى اتفاق مرضٍ لكل مركبات القائمة وعدم تجزئة التنفيذ كونه سيؤدي الى تعميق الأزمة، وفعلا هذا ما حصل وهذا ما نشهده اليوم.
كما وكنا قد طرحنا هذا الموقف في اجتماعنا مع قيادة التجمع في تاريخ ١٥ تموز والذين ابدوا موافقة لهذا الطرح والحل بل اشادوا به واستعملوا امامنا تعبير باللغة العبريه הכל או לא כלום اما كل شيء او لا شيء ، ولم نعارض انذاك استقالة النائب اسامه سعدي وخطوات اخرى فيما لو كان ذلك ضمن اتفاق شامل بين الاحزاب ورزمة واحدة تتفق عليها الاحزاب الاربعة. الا اننا فوجئنا مؤخرا بتغيير موقف التجمع ومطالبة النائب اسامه سعدي بالاستقالة غير المشروطة خلال اجتماع الرباعبة( سمرتيري الاحزاب الاربعة) دون ان يبلغ التجمع كوادره او الجمهور بالتفاهم والتوافق الذي جرى في اجتماع قيادة الحزبين وبانهم لم يطالبونا قبل ذلك بالاستقالة الفردية بتاتا.
وبعد استقالة النائب د. عبد الله أبو معروف ودخول المرشّح في المقعد الخامس عشر، النائب سعيد الخرومي وبالرغم من أن إتفاق التناوب لا يتحدث نصًا عن المرشحين ما بعد المقعد الخامس عشر وانه بدخول الخرومي والزبارقه أُنجز الاتفاق حرفياً، إلا أنّنا في العربية للتغيير،اكّدنا ما قلناه منذ اليوم الأول، بإلتزامنا بتنفيذ رزمة التناوب الكاملة كما ستتفق عليه مركبات القائمة المشتركة الاربعة لاحقاً، وكنا قد أشرنا سابقًا الى أن الاستقالة الفردية للنائب السعدي، أو تجزئة تنفيذ اتفاق التناوب، ستؤدي الى تفاقم الأزمة وليس حلّها، الا ان لجنة الوفاق والحركة الاسلامية، ومؤخرا انضم لهم التجمع، طالبوا بالاستقالة الفردية للنائب اسامه سعدي، دون الاكتراث الى الأزمة التي ستنشأ بعد ذلك، فقد وضّحنا ان استقالة النائب اسامه سعدي في الوضع الحالي ستخلق وضعاً جديدًا لم ينص عليه اتفاق التناوب، حيث ان الحركة الاسلامية ستحصل على مقعد اضافي وهو المقعد الخامس لها،اي مقعدين ضمن اتفاقية التناوب ، حيث لم تقم الحركة الاسلامية بسحب ترشيح مرشحها في المقعد السادس عشر ابراهيم حجازي بالرغم من انها تصرّح علناً بدعمها لدخول المرشحة عن التجمع في المقعد التاسع عشر نيڤين ابو رحمون.
ابناء شعبنا الكرام، أثبتت العربية للتغيير بأنها مدرسة تُخرّج وتنجب قيادة متميزّة ونواب متفوّقين يحظون بشعبية وتأييد جماهيرنا، نعم انه تغيير حقيقي في النهج والاسلوب وهذا ما نلمسه يوميّا بين الناس وتؤكده استطلاعات الرأي كافة.
النائب المحامي اسامه السعدي، الذي استطاع في دورته الأولى في الكنيست وضع بصمته ووصوله الى الناس وكسب تأييدهم وتقديرهم ودعمهم لانجازاته البرلمانية، حيث نجح النائب السعدي بتمرير العديد من القوانين التي خدمت وتخدم وستخدم عشرات الألاف من اصحاب الدخل المحدود وطلاب الجامعات في خارج البلاد، وتحقيق الانجازات الملموسة من افتتاح مرافق عامة ومكاتب خدماتية حكومية في البلدات العربية وغيرها من الانجازات التي لن نفصلها الان، ولكنها كانت سببا لإختيار النائب اسامه سعدي مع انتهاء الدورة الأخيرة للكنيست كأفضل عضو كنيست في العمل البرلماني حسب المعطيات الرسمية للكنيست ومن قِبل الحرس الاجتماعي للكنيست، وهذا نتيجة عمل مضنٍ خدمة لجماهيرنا العربية وبلداتنا العربية وتعاون مثمر مع رؤساء السلطات المحلية العربية.
شعبنا الكريم، بعد تخبّط لجنة الوفاق في تبني موقف واضح وحل شامل لمسألة التناوب، وعدم تبني حل الرزمة الكاملة بالتروي واخذ كافة عناصر الازمة بالاعتبار ، ودعم بعض مركبات المشتركة لهذا الطرح، واتهامنا في العربية للتغيير بالتملص من تنفيذ اتفاق التناوب من قبل من كان لهم اطماع حزبية ومكاسب ضيقة او اجندات شخصية ، اصطدمت مسألة التناوب بحائط تغزوه التراشقات والمناكفات، فلم نعد نستطيع في العربية للتغيير اقناع الاطراف المتنازعة بالتوصل لتوافق للحفاظ على القائمة المشتركة وحفاظا على المصلحة العامة لشعبنا وكي لا نتهم بأننا السبب في عدم استمرار القائمة المشتركة فاننا نعلن الان عن استقالة النائب اسامه سعدي من الكنيست وبذلك تكون العربية للتغيير أنهت كل التزاماتها ومن ناحيتنا فإن موضوع التناوب قد تم وانتهى .
نشكر الدعم الكبير الذي أبداه أبناء شعبنا وعشرات رؤساء السلطات المحلية العربية لموقف العربية للتغيير ودفاعهم عن النائب اسامه سعدي، ضد محاولات المس بشخصه، والمطالبة بعدم استقالته تقديراً لعطائه وانجازاته وخدمة للجماهير العربية والبلدات العربية.
وفي الختام، العربية للتغيير، بمكتبها السياسي، ولجنتها المركزية، ومجلسها الشبابي والنسائي، شبابها وشاباتها بكوادرها وفروعها نعلن وبشكل واضح غير قابل للتأويل ولا رجعة فيه ومنذ اليوم: ما كان في الماضي لن يكون. ولن تقبل العربية للتغيير بأقل من التمثيل الذي تستحق في تركيبة القائمة المشتركة مستقبلاً، وهو تمثيل لا يقل عن أي تمثيل لأي مركّب آخر في القائمة المشتركة. وجودنا في الكنيست هو ليس توزيع كراسي ومحاصصة ، إنما لتمثيل الناس برؤوس شامخة وتحقيق الانجازات التي تخدم بلداتنا العربية وحمل الهم الوطني والاجتماعي، وعليه فان الكلمة الأولى والأخيرة هي للناس.. لكم انتم ابناء شعبنا.. لا للجنة ولا لحزب ولا للغرف المغلقة ولا للصفقات الحزبية وهذه القائمة التي انطلقت تحت شعار: "ارادة شعب" ملك لهذا الشعب اولا واخيرا ولن يكتب لها النجاة والبقاء والتقدم الا اذا عبرت بتركيبتها الشخصية والحزبية ، ترتيباً وتوزيعاً، عن رغبة الجمهور والناس بشكل ديموقراطي يكون ترجمة فعلية لشعار " ارادة شعب" . فأمّا ديموقراطية واحترام واضح لرغبات الشعب واما فلا. فالديموقراطية لا تجزأ.
والقرار لشعبنا الذي يعرف كيف يقدر من اخلص في حمل الامانة وتفانى في عمله المدني والوطني على حد سواء والمستقبل هو للافضل عملا وانجازا والتزاما بهموم الناس وقضاياها السياسية واليومية، الوطنيه والاجتماعيه.
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36