أخبارنا

فيلم فيلا توما في عروض جماهيرية في فلسطين

بعد ان تجول بأكثر من 40 مهرجانا دوليا وفاز بجوائز هامة بدأ عرض  الفيلم السينمائي الروائي "فيلا توما" للمخرجة سهى عراف د في عدد من القرى والمدن الفلسطينية.  يروي الفيلم قصة عائلة فلسطينية مسيحية مكونة من ثلاث نساء فيوليت، جولييت، أنطوانيت، يعشن في الماضي، منعزلات عن المجتمع الفلسطيني في رام الله حيث تقع فيلا توما. تنضم للعيش مع عماتها ابنة اخيهم بديعة التي تربت في دير للأيتام، ويبدأن في تربيتها بما يتناسب مع مركز العائلة الاجتماعي – الارستقراطي، فيعلمنها اللغة الفرنسية والعزف على البيانو وتجتهد "فيوليت" الأخت الأكبر لإيجاد عريس لها،كي لا يكون مصيرها كمصيرهنّ دون زواج.

ويلعب بطولة الفيلم: نسرين فاعور، علا طبري، شيرين دعيبس، نيكولاس يعقوب وماريا زريق التي فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم من مهرجان حوض البحر المتوسط في ايطاليا، كما حازت مخرجته على جائزة مهمة من مجلة "فارايتي" الأمريكية المتخصصة في السينما  كواحدة من 10 كتّاب السيناريو في العالم الذين يجب متابعتهم في العالم، وجائزة أفضل مخرجة امرأة لعام 2014، من مهرجان المرأة الدولي للسينما والتلفزيون في لوس أنجلوس. وكان الفيلم قد حاز على تنويه خاص من قبل اتحاد جامعات ومعاهد السينما في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.  وكذلك حصل على جائزة الكنيسة لأفضل فيلم في مهرجان ريكفيك في إيسلندا .

وكتب الإعلامي شادي بلان رأيه بمقال نقدي : "تسرد عراف العلاقات الإنسانية المتشابكة بسيناريو محكم  فتعرفنا عن أسباب عدم زواج الأخوات: "فيوليت" فضلت أن تعتني بتربية شقيقاتها، "جولييت" مات زوجها المسن باكرا، و"انطوانيت" لم تتزوج بسبب رفض شقيقاتها لحبيبها لأنه ينتمي الى الطبقة الارستقراطية التي انسللن منها قبل الاحتلال.تعيش الأخوات الثلاث في فيلا جميلة، منفصلات عن محيط المدينة التي تغيرت معالمها ويبدو ذلك في أكثر من مشهد ومن ابرزها مشهد ذهابهن للكنيسة، مرتديات ملابس أنيقة مما يثير استغراب الشباب الموجودين في الشارع، للدلالة على أنهن عالقات في زمن ولى وبعيد عن الحاضر القائم.يقتحم السيناريو دواخل الشخصيات من خلال أداء لافت  للممثلات، لا سيما نسرين فاعور التي تجسد شخصية "فيوليت" المرأة القوية المتسلطة بالغة التأثير والحضور بحيث تسرق معظم الأحيان المشهد بحضورها وادائها المتميز، وبرعت بحضور قوي ايضا للفنانة علا طبري في دور "جولييت" الأخت التي تعاني من مشاكل نفسية تظهر انعكاساتها بتعاملها السلبي تجاه "بديعة" وتجسد الجميلة شيرين دعيبس دور الأخت الأصغر "أنطوانيت" التي تعاني من تسلط شقيقاتها. قدمت شيرين دورها بشكل جيد جدا وجمالها الطاغي أضاف لدورها ولكن من جهة ثانية، يبرز ضعف تمكنها من اللغة العربية فتبدو في بعض المشاهد وكأنها غريبة عن محيطها.

أما الممثلة الشابة ماريا زريق التي جسدت دور "بديعة" المراهقة التي تجمع  بشخصيتها البراءة والسذاجة والطموح، وفي ذات الوقت يغلب عليها الإحساس بالقمع والخوف، فقد وفقت في تجسيد الشخصية بأداء مقنع، كما كان ظهور الممثل نيكولاس يعقوب بدور المغني العاشق موفقا . ورغم ان سهى عراف قدمت شخصيات قاسية (فيوليت) وغير سوية (جولييت) لكنها لم تخلق نفورا من هذه الشخصيات لدى المشاهد، فما يحدث هو العكس إذ يشعر المشاهد بتعاطف مع الشخصيات ويحس بأزماتها ويقدر هواجسها ويعي مشكلاتها، كما لو أنها شخصيات حقيقية يعرفها ويحبها منذ زمن طويل وسط مواقف كوميدية متتالية.

" وختم بلان مقاله : "فيلا توما" يحجز لسهى عرّاف القادمة من عالم كتابة السيناريو وإخراج الأفلام الوثائقية، مكانا هاما بين مخرجي ومخرجات السينما الفلسطينية بل والعربية لتقديمها سينما مختلفة، جذابة، دون الوقوع في تكرار تجارب الاخرين، مبتعدة عن الكليشيهات التي ترافق أفلاما كثيرة تناولت الفلسطيني كجزء من صراع سياسي دون التطرق الى النواحي الإنسانية لشخصية الفلسطيني وبالذات المرأة الفلسطينية.وتناولت جانبا مرحليا في التاريخ الفلسطيني الحديث".

وقد تحدد عرض الفيلم في كل من: حيفا في تاريخ 27 شباط، ترشيحا في تاريخ 27 شباط، الناصرة في 20 شباط، الرامة في 21 شباط ليستأنف عرض الفيلم بعد الانتخابات في قرى ومدن اخرى.

 

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48

إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي بعد إطلاق...

2024/10/10 18:36