علماً أننا لم نؤمن بها إلا أننا رددنا بشكلٍ رسمي مقولة أن السلطة الفلسطينية ترى في الانتخابات الإسرائيلية شأناً إسرائيلياً داخلياً لا علاقة لها به.
لكن الحقيقة عكس ذلك ، واندفعنا لهذا الموقف بعد انزلاق السلطة بشكلٍ غريب ومستهجن في هذه الانتخابات ، بل واحتضانها لمن لفظهم جمهورنا العربي في اسرائيل مع مجموعة من اليهود الذين فشلوا في عملهم السياسي وتجاوزتهم المرحلة.
هذا النفر من الفاشلين والمهرولين في كل الاتجاهات منهم من يحاولون إحيائه بعد دخوله الموت السريري ، ومنهم من يرقص في كل المناسبات ، ومنهم من يقتنص الفرص ليس لإنجاح الفكرة بل ليملأ جيوبه لأنها عادته ، ومنهم من يتحرك مرغماً ، ومنهم من يريد نفض غبار الإنبطاح عن نفسه.
فكرةٌ وُلدت ميتة لأنها أولاً ضربٌ للحركة الوطنية للعرب في الداخل ، وثانياً تعزيز ثقافة التخلي عن الكرامة العربية والذوبان .
من هنا فقدت السلطة احترامها لدى السواد الأعظم من جماهيرنا العربية في اسرائيل التي رأت في هذا التحرك استخفاف بعقولها خاصةً وأنها تعاملت معهم وفق المقولة الدكتاتورية (نفذ ثم اعترض) متتاسيةً ان هذه الجماهير هي من صنعت الكرامة للعرب بدءً من بقائها في وطنها بعد النكبة وتحمل المآسي والالام تحت الحكم العسكري ، مروراً بصناعة يوم الارض دفاعاً عن الوجود دافعةً ثمن ذلك بدماءِ أبنائها ، وصولاً الى هبةِ اكتوبر المجيدة نصرةً للأقصى وسقوط الشهداء.
واليوم ومع أسوء مرحلةٍ تمر بها جماهيرنا وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية بفعلِ ارهاصات صفقة القرن ، تقف السلطة عملياً وليس بالتصريحات ضد الإجماع العربي في الداخل نحو تقوية الأحزاب والحركات العربية في قائمةٍ واحدة أو اثنتين ، وتتحرك لإقامةِ جسمٍ من المسحوقين والمطرودين والمتهالكين ليساهموا في إضعاف التمثيل العربي ، وهم يعلمون مسبقاً ان هذا التحرك الهش في طريقه للإنهيار ، لكننا لم نكن نريد أن يسجل التاريخ هذه النقطة السوداء للسلطة في ما يتعلق بالعرب في الداخل.
الحوار العربي الإسرائيلي نحن أعلم الناس به كوننا نعيش الواقع ونعرف كيف نحصل حقوقنا وكيف ندفع باتجاه السلام العادل والشامل بين شعبنا الفلسطيني والدولة التي نعيش فيها ، وهذا ما نؤمن به أبدا ولسنا بحاجةٍ لمن يوجهنا كي نكون حريصين عليه ، وسنواصل نضالنا السياسي حتى لو تخلت عنا بعض الأطراف في شعبنا.
نحن ثقة أن شعبنا في الوطن والشتات يرفض هذا التحرك ويدعم نضالنا السياسي وفق الخصوصية التي نعيشها ، ونحن ندرك ان هناك نوايا طيبة لدى البعض في لجنة التواصل في رام الله ، لكننا نحذرهم من المنتفعين الذين لا يهمهم مستقبل شعبنا ويسعون لمكاسب آنية على حساب القضية.
نحن نؤمن بالديمقراطية والتعددية ونرفض تجربة التسلط والتفرد بالقرار واللجوء لاسلوب العزل والطرد عند الاختلاف في الرأي ، هذه التجربة نرفضها ولن نسمح بنقلها الينا ، ونناشد الأخوة في السلطة الى الاهتمام بالمصالحة والعمل الديمقراطي في مؤسساتها والاحتكام الى الشعب .
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48