في ظل التطور التكنولوجي المتلاحق ، وتزاحم الأجهزة الذكية التي تجتاح عالمنا وتؤثر في تفاصيله، نرى أطفالنا تكاد لا تبتعد أنظارهم عن تلك الشاشات المحمولة، وأناملهم الصغيرة تتقن التعامل مع تفاصيل تلك الأجهزة كما وكأنها جزء لا يتجزأ من تكوينهم، ووميضها يأسر عقولهم وألبابهم ويغيبهم تماما عن عالمنا، حتى باتت تشغل حيزًا مهمًّا في حياتهم، وتمضي ساعات وساعات والأطفال رهينة لتلك الأجهزة.. لكن هل تساءلنا عن تأثير تلك الساعات على أطفالنا؟؟

من المؤكد أن الإفراط في استخدام الهواتف والأجهزة الذكية له تأثير سلبي على صحة أبنائنا النفسية والبدنية والعقلية، ومن أهم أضرار الأجهزة الذكية على الأطفال والمراهقين:

1- الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية في الطفولة المبكرة قد يسبب تأخر النطق لدى الطفل.

2- بطء التطور الاجتماعي والعاطفي لدى الطفل، وتراجع المهارات الاجتماعية.

3- يؤثر إدمان الألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية سلبياً على قوة الذاكرة والقدرة على التركيز.

4- السمنة عند الأطفال والمراهقين مشكلة منتشرة في العصر الحديث بسبب قضائهم وقتاً طويلاً أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية دون حركة أو أي مجهود بدني، كما يسبب الكسل والخمول والهذيان الذهني.

5- إدمان الهواتف الذكية يؤثر على العلاقات داخل الأسرة ويسبب فجوة بين الأفراد لانشغال كل منهم في جهازه الإلكتروني، دون توفر الوقت للتواصل والحوار والأنشطة المشتركة التي توثق الروابط الأسرية.

6- زيادة العدوانية والعنف عند الأطفال بسبب التأثر بالألعاب الإلكترونية القتالية أو بأي برامج أو فيديوهات يتابعونها بشكل مستمر على أجهزتهم الذكية.

7- مشاكل الرقبة بسبب النظر المستمر إلى الأسفل باتجاه الهاتف.

8- مشاكل في النظر مثل جفاف العين والإجهاد وضعف النظر وغباش الرؤية و الصداع.

9- على المدى البعيد، تزيد الأجهزة الإلكترونية من احتمالية الإصابة بمرض الباركنسون "الشلل الارتعاشي".

10- مشاعر قلق وخوف غير منطقية مرتبطة بالهاتف أو الجهاز الإلكتروني.

11- العزلة الشديدة عن الأصدقاء والعائلة وعدم الشعور بالراحة إلا مع الجهاز الإلكتروني، مما يسبب مشاكل في الصحة العقلية والنفسية للطفل مثل الاكتئاب والقلق.

 وكشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في الألعاب الإلكترونية يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال.

وحذر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد للألعاب الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع، كما أكدت دراسة ألمانية حديثة أن الاستهلاك المفرط للأجهزة الذكية  لدى الأطفال يبطئ تطور اللغة وله صلة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

وأجريت الكثير من الدراسات الأخرى  التي عملت في مجال تقييم المخاطر لألعاب الأطفال الإلكترونية؛ حذرت من تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تنبعث منها على الأطفال على المدى الطويل، و بينت  تلك الدراسات أن لهذه الأشعة تأثير على حالاتهم النفسية والصحية والسلوكية، إذ يمكن أن تسبب مصاعب في قدراتهم على التعلم من خلال انخفاض مستوى التركيز وضعف الذاكرة ونقص القدرة على الاستيعاب والفهم بالإضافة إلى نشوء بعض السلوكيات العدوانية غير المبررة، ومع ذلك لا يبدو أن هناك وعيا كافيا من قبل مستخدميه في مختلف أرجاء العالم بضرورة ترشيد استعماله، تفاديا لما يمكن أن يلحقه بصحة أطفالنا من أضرار جسيمة.