بات من الواضح أن المُؤسّسة الإسرائيلية بكل أذرعها ، وفي مقدمتها الحكومة الفاشية الراهنة ، أعلنت "حرب الهدم " للبيوت العربية ، من خلال تصعيد وتسارُع منهجيّ ومُكثَّف ، مُؤخراً ، في سياسة هدم البيوت العربية بحجَّة ما يُسمى زُوراً " البناء غير المرخَّص " ، كما تجلَّى ذلك في النقب والمثلث وكفر كنا وفي دهمش ..
وإذا علمنا أن أكثر من خمسين ألف بيت عربي مُهدَّد بالهدم ، للذّريعة ذاتها ، فهذا يعني أننا أمام عملية تطهير عرقي منهجي للوجود العربي الفلسطيني في البلاد ، وما يعني أيضاً أننا أمام معركة وطنية وُجودية حقيقية لا يمكن الحَياد أو الصمتِ حيالها ، بل تستدعي الإرتقاء الجماعي الوحدوي الكفاحي المُنظَّم والمخطَطّ في مواجهة هذا التحدّي الذي لا يستثني أحداً ، وتجاوُز الإرتجالية والعَشْوائية وثقافة ردود الأفعال والإطفاء المَوْضِعي المحدَّد والغضب المحدود ، الى مرحلة مختلفة في الرؤية والأداء والجَوْهر والمظهر ، وفي استراتيجية لها تكتيكاتها وتكتيكات نضالية لها استراتيجياتها ..
وإزاء ذلك أعلنت قيادة الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد ، مُمَثَّلة بلجنة المتابعة العليا ، عن الإضراب العام والشامل يوم الثلاثاء القادم بتاريخ 15428 ، تحت عنوان : إضراب "يوم البيت" ، كإحدى المحطات التاريخية النضالية في مسيرة هذه الجماهير نحو البقاء والتطوُّر في الوطن ، ودعت الى تنظيم مُظاهرة قُطرية وحدوية مُشتركة في اليوم نفسه ، عند الساعة الخامسة بعد الظهر (17:00) في مركز تل ابيب ، على أن تخلو من الأعلام والإشارات والرُّموز الحزبية واو الفِئويَّة ، بحيث يكون هذا الإضراب وهذه المظاهرة بمثابة تصعيد نِضالي وكِفاحي جديد ومُتجدِّد ، من قبل الجماهير العربية ، نحو سياسة المُؤسَّسة الإسرائيلية ، على أن يكونا إنطلاقة جديدة وجِديَّة ، وعلى أن يكون ما بعدهما ليس كما قبلهما ..!؟
فما توقِّفتْ المُؤسَّسة الإسرائيلية ، يوماً، عن الإدَّعاء الكاذب والتضليلي للرأي العام ، بأن المواطنين العرب يبنون بيوتاً "غير مُرخَّصة " وبالتالي "غير شرعية" ، في حين أن هذه المُؤسَّسة ، بمختلف مُسَمّياتها ، وبغياب قضاء نزيه وعادل ، هي هي التي ترفُض توسيع مناطق النفوذ ومُسطّحات البناء للمدن والقرى والتجمعات العربية ، في مختلف أنحاء البلاد ، وترفُض المُصادقة على الخرائط الهيكلية المقترحة والمتواضِعة للمدن والقرى العربية وسلطاتها المحلية ، مُنذ عشرات السِّنين ، وترفُض حتى توصيات "لجان الحدود" الرسمية في هذا الخصوص ،حتى غدت مدننا وقرانا وتجمعاتنا السكنية بمثابة جيتوهات محاصرة ، بل أكَّد بعض المسؤولين الرسّميين أن هذا القرار بمثابة قرار سياسي مُوسَّساتيّ يأْتي على خَلْفيّة تَوْراتية ، فلا يمكن مَنح أراضٍ " للأغْيار" إلاَّ لإقامة المقابر لهم ..!!؟؟
كما رفضتْ الحكومات الإسرائيلية جميع المُبادرات والمشاريع البديلة ، التي عرضتها عليها الهيئات التمثيلية الوحدوية والقياديه للجماهير العربية مُنذ عِدَّة سنوات ، كمبادرة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ..
وعليه ، فإن هذه المعركة لا ولن تتوقف ، بل ستتصاعد ، حتى تتوقف سياسة هدم البيوت العربية فوراً ، والإعتراف الرسمي بالقرى غير المعترف بها عموماً ، وفي النقب خُصوصاً ..
ونحو إضراب "يوم البيت" والمُظاهرة المركزية في تل ابيب ، قررت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية سلسلة قرارات تعبويّة وتحشيدية وسياسية ، أبرزها :
اننا مواطنون في وطننا ولسنا مجرد سكان ،نبني ونملك بيوتاً لا مجرد مساكن عابرة لذلك فإن معركة الدفاع عن البيت والارض والوجود ، في وطننا ، هي معركتنا جميعاً ، وتتطلب مِنّا أقصى دَرجات الوحدة والإقدام والشجاعة والحكمة ، والتحلِّي بإرادات الشعوب الحيَّة والقادِرة على رسم مُستقبلها ، لا سيّما أننا أمام قضية عادلة ، وِفقاً لكل الشَّرائِع والتشريعات الدولية والطبيعية ..
ولأن المعركة هي امتحاننا الجَمْعِيَّ ، فإن لجنة المتابعة العليا تدعو وتناشِد جميع الأحزاب والحركات السياسية ، والهيئات والمُؤسَّسات والجمعيات العربية ،الى تحمُّل مَسؤلياتها الوطنية والتاريخية ، والى العمل الجديّ والمنظَّم والحقيقي نحو التَّعبئة للإضراب العام والحَشْد الشعبي والجماهيري لمظاهرة تل أبيب ..
مع تحيات
مكتب اللجنة القطرية
(الناصرة )
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48