القدس- قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأن فلسطين وكما كانت دوما يجب ان تقدم للوطن العربي نموذجا متميزا انسانيا حضاريا في الوحدة الوطنية والاخاء الديني بين ابناءها ، وقال سيادته بأنه في الوقت الذي فيه يراد تفكيك المجتمعات العربية امعانا في اضعافها وتدميرها ونحن نشهد ما يحيط بنا من مخططات استعمارية قديمة حديثة تهدف الى تفكيك المفكك وتقسيم المقسم ، إذ يريد الاعداء ان تتحول الامة العربية الواحدة الى طوائف ومذاهب متناحرة فيما بينها خدمة للاجندات الاستعمارية في منطقتنا .
اما فلسطين وعاصمتها القدس فهي مطالبة اليوم اكثر من أي يوم مضى بأن تحافظ على النموذج الفلسطيني والاخاء الديني ، وعلينا ان نحصن شبابنا بالكلمة الطيبة والتوعية الحقيقية والخطاب الديني والوطني والانساني الذي يقرب ولا يفرق ويوحد ولا يبعد الانسان عن اخيه الانسان.
ان القدس مهد الديانات والحضارات وملتقى الاديان يجب ان تقدم للعالم خطابا متميزا ونموذجا رائدا ، ورسالة القدس يجب ان تبقى دوما رسالة الوحدة الوطنية والتلاقي والتفاعل والمحبة والتعاون بين ابناء الشعب الواحد والامة الواحدة .
واضاف سيادته بأننا نرفض ونستنكر كافة الاستفزازات الاحتلالية والممارسات العنصرية التي تستهدف المسجد الاقصى المبارك واصبح واضحا ما يخطط لهذا المسجد ، إذ يراد تقسيمه زمانيا ومكانيا إذانا بالاستيلاء عليه بشكل كلي ، ولذلك فإننا نعرب عن تعاطفنا وعن تضامننا مع اخوتنا المسلمين الذين يدافعون عن الاقصى ونقول لهم بأنكم لستم وحدكم في الساحة ، فكل من يدافع عن القدس ومقدساتها سيجدنا الى جانبه دون تردد او تلعثم ، كما ان مقدساتنا المسيحية مستهدفة وحضورنا المسيحي مستهدف وهذه تحديات كبرى يجب ان تجعلنا اكثر لحمة ووحدة واخوة لأننا كلنا مستهدفون في تاريخنا وحضورنا ومقدساتنا وانتماءنا وهويتنا العربية الفلسطينية ، ووجب علينا ان نتصدى للعنصرية وممارساتها كجسد واحد وكأسرة واحدة وكشعب واحد لا يقبل القسمة على اثنين .
وقال سيادته بأن من يذبحون باسم الدين ويدمرون ويخربون باسم الدين انما هدفهم هو الاساءة للدين اولا وتشتيت وتفريق الامة العربية ، ثانيا وجعل البوصلة العربية تنحرف باتجاهات اخرى وليس باتجاه فلسطين ، ونحن في القدس من واجبنا ان نذكر العرب بمسؤولياتهم تجاه القدس ، ونحن يهمنا وبشكل فعلي ما يحدث في منطقتنا العربية لأن ما يحدث في محيطنا العربي هدفه تصفية القضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس .
نريد للعرب ان يتوحدوا وان يتوقف العنف والصراعات والارهاب وكل ما نشهده اليوم في منطقتنا العربية من مشاهد مأساوية مروعة ، نتمنى ان يتوقف هذا وان تسود لغة الحوار والمحبة والتفاهم ، فنحن نريد للعرب ان يكونوا امة واحدة بوصلتها نحو القدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية.
وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا هذه صباح اليوم لدى زيارته مع عدد من رجال الدين المسيحي الى المسجد الاقصى المبارك ولقاءه عددا من مسؤولي الاوقاف الاسلامي.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48