ابن الحركة الإسلامية وابن مدينة الناصرة، هذا الحبيب الذي شيّعناه بالأمس، ما كان هشام قبل خمسة سنوات يعلم أنّ رحلته مع بناته وزوجته إلى البحر ستنقلب بهشام من صاحب الهمّة إلى أن يصبح مشلولا، ومن سائق تكسي الأجرة الذي يتنقل بالناس إلى حيث يريدون، ليصبح هو لا يستطيع التنقّل بعربته إلا بمساعدة الآخرين.
وقفتُ عند رأسه وهو في غيبوبة بعد يومين من إصابته في مستشفى بئر السبع، ووقفت عند رأسه ميتًا مسجّى في المسجد، ووالله انها ابتسامة هشام التي لم تفارقه.
يعتبره البعض شرفًا وكرامة، وانا أعتبره امتحانًا وابتلاءً أن أصلّي الجنازة على أحبّة في الله، ولكنه إصرار الاهل الذي لا أستطيع الإعتراض عليه لحسن ظنهم بنا ومعرفتهم بالحبّ الذي جمع بيننا وبين فقيدهم، فاللهم أغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا مما يظنّون.
هشام.. أنا على ثقة أنّ ابتسامتك الحلوة، وأنّ لقمك الكثيرة التي طالما أطعمتها، وأنّ صيامك ومشاركتك الدائمة في الإفطارات الشهرية حتى بعد إصابتك، وأنّ تربيتك لبناتك، هذه كلها وغيرها ستجعلك بإذن الله من المقبولين، وهو رجاؤنا بالله سبحانه أن يتقبّلك ويغفرلك وأن يجمعني وإيّاك على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم.. اللهم آمين.
أخي هشام البسّام الطعّام.. لا نقول وداعًا.. ولكن إلى اللقاء.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48