|| تعليق: محررنا لشؤون التعليم
إبقاء مسألة إغلاق (31) مدرسة في البلاد بسبب كورونا، طي الكتمان، وعدم النشر عنها إلا مساء اليوم الجمعة، خلال المؤتمر الصحفي الاستثنائي الذي عقده المدير العام لوزارة الصحة، يضع الكثير من الأسئلة التي تستدعي أجوبة عليها.
كلمة "السر" في المؤتمر الصحفي كانت: "فتح المدارس بمثابة تجربة". وقد قال هذه الجملة مدير عام الوزارة، موشية بار سيمان طوف. وهي جملة تحمل الكثير من الدلالات على ان فتح المدارس جرى لاعتبارات لا تتعلق بالصحة وسلامة الطلاب والمعلمين، انما لاعتبارات أخرى، في مركزها اتاحة الامكانية لعودة المواطنين الى وظائفهم وأماكن عملهم من خلال ارسال أولادهم الى المدارس.
إذًا، هي "تجربة"، وبالتالي طلاب المدارس والطواقم التدريسية والإدارية كانوا بمثابة "حقل تجارب"، وهو ما أدى الى إخراج ألوف عديدة من الطلاب والمعلمين الى الحجر الصحي. وجميعهم الآن بانتظار نتائج الفحوصات. ويبدو ان العديد من الإصابات ستظهر بينهم، وستضاف الى الزيادة الحاصلة في عدد إصابات كورونا حتى اليوم، وهي بأعلبها بين الطلاب والمعلمين، وهو ما يفسّر الإعلان اليوم عن ان التوجه هو إغلاق مدارس، في حين ستقرر الحكومة نهائيًا بالموضوع يوم غد السبت.
هذه التطورات تشي بوضعية المدارس العربية. صحيح انه حتى الآن لم تتم إصابات في المدارس العربية، وان بؤرة الإصابات عند الطلاب والمعلمين العرب موجودة في منطقة النقب، لكن هذا لا يعني أي شيء.
والملفت ان العديد من المطالبات، من قبل لجان أولياء أمور طلاب، تم توجيهها خلال الأيام الأخيرة بفحص جهوزية المدارس العربية، وبطبيعة الحال لم تلقَ أية آذان صاغية. وأكثر من ذلك: مفتشون أعطوا تصاريح بفتح المدارس رغم النواقص!
وبالمقابل رأينا جهات عربية، تعمل في وظائف رسمية، تحاول "إقناع" الأهالي بإرسال أولادهم الى المدارس، ناهيك عن ان بعض "مسؤولي المعارف" في المجتمع العربي، وجهوا اللوم الى الأهالي لعدم إرسال أولادهم. كل ذلك جرى دون ان يخرج أي صوت رسمي، في المعارف العربية، ويقول بشكل واضح: مدارسنا غير جاهزة!، وبالتالي المطالبة باجراء فحوصات جدية داخل المدارس العربية لاكتشاف جهوزيتها من حيث التنظيف والوقاية والحماية، ومن حيث الروتين اليومي داخل المدارس، في وقت تعاني أغلب المدارس العربية من نقص حاد في هذا المجال، لا يؤمّن سلامة الطلاب والهيئات التدريسية والإدارية في المدارس.
كان الأفضل ان لا ننتظر التطورات الحاصلة في البلاد حتى نتيقن ان مدارسنا العربية أيضًا تحت طائلة الخطر. وكان الأفضل ان نسمع صوتًا يقول: تعالوا وافحصوا ولا تعرضوا طلابنا ومعلمينا الى الخطر!
لكن على ما يبدو فان جهاز التربية والتعليم العربي ما زال قديمًا، يعتمد الأساليب القديمة، ولا يجرؤ على المواجهة بالحقيقة، بينما الكثير من مدراء المدارس في المجتمع اليهودي، الى جانب رؤساء بلديات مدن يهودية، واجهوا الحكومة بالحقائق في حينه، وحتى اعترضوا على قراراتها.
فهل نتعلم الدرس؟ أم اننا سنبقى ننساق وراء قرارات حكومية دون الأخذ بالاعتبار النواقص التي تعرّض طلابنا ومعلمينا الى خطر الإصابة بكورونا، وذلك ضمن سلوكيات ومفاهيم وعقليات تجاوزها الزمن مفادها القول دائمًا: "حاضر سيدي"، مع كل ما يحمل ذلك من خطورة!!
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48