تتواصل انتفاضة المظلومين في عدة مدن أمريكية احتجاجًا على قتل المواطن الأمريكي من ذوي الأصول الأفريقية، جورج فلويد، خنقًا بعد أن وضع ضابط شرطة ركبته على عنقه لأكثر من ثماني دقائق!
وفيما تحاول السلطات الأمريكية الرسمية إلصاق تهم السطو والسرقات والعنف بالتظاهرات الاحتجاجية، شهدت عشرات المدن الأمريكية الكبرى مظاهرات سلمية بمشاركة مئات الألوف، من بينها مينيابوليس وشيكاغو ونيويورك وميامي وسياتل ولوس انجلوس وفيلدفيا وبوسطن وسان انتونيو واتنلانتا وديترويت ولاس فيغاس وهيوستن ودينفر وتكساس وواشنطن وغيرها.
وفي سياق تشويه صورة المتظاهرين أعلنت شبكة التلفزة الأمريكية "سي.ان. ان"، اليوم الاثنين، انه جرى نقل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الى الخندق الأمني تحت الأرض، الجمعة الماضي، لمدة ساعة واحدة تزامنًا مع مظاهرات سلمية أمام البيت الأبيض، قامت الشرطة بتفريقها بالقوة، وذلك "تحسبًا لحياته"، كما جاء في الخبر. كذلك تم نقل زوجته ميلانيا ترامب ونجليهما بارون الى الخندق الأمني أيضًا.
وتتعامل السلطات الأمريكية مع المتظاهرين بالقوة والبطش، وتم فرض حظر التجول الليلي على (25) مدينة أمريكية، فيما تم إدخال عناصر الحرس المدني الى المدن الأمريكية التي قامت بعمليات قمع للمتظاهرين واعتقلت اكثر من 2500 شخص حتى الآن.
ورغم هذه الإجراءات القمعية إلا ان المدن الأمريكية لم تهدأ، حيث ما زالت عمليات الاحتجاج مستمرة وبدأت تنتشر من مدينة الى أخرى.
وقال المحلل الأمريكي، أبايومي أزيكيف، ان الاحتجاجات التي تشهدها الشوارع الأمريكية كانت ردًا مباشرًا ليس فقط على مقتل جورج فلويد على أيدي الشرطة في مينيابوليس، لكنها أيضًا انعكاس للسخط والإحباط في المجتمع العنصري والنظام الرأسمالي.
وفي تصريح لوكالة "تسنيم" الدولية للأنباء، وردًا على وصب ترامب للمتظاهرين بـ "الأوباش"، قال المحلل الأمريكي المقيم في ديترويت، ان الرئيس الأمريكي ترامب استند في انشطته السياسية على العنصرية والتمييز بين الجنسين والتحيّز ضد المهاجرين، وعلى المستوى الداخلي فاقم العداء العنصري بين الأمريكيين ذوي الجذور الأفريقية وذوي البشرة البيضاء وذلك من اجل تقسيم البلاد والبقاء في السلطة لمدة أربع سنوات.
وأشار الى انه تم خلق هذا اليأس الجماعي على مر السنين بسبب الهجوم على الأمريكيين الأفارقة من قبل رجال الشرطة والمتطرفين، فيما يأتي هذه الغضب، حاليًا، في ظل تفشي فيروس كورونا الذي أدى الى مقتل أكثر من 100 ألف امريكي وإصابة (1,6) مليون شخص بالعدوى. وأوضح المحلل الأمريكي أزيكيف ان الأمريكان من أصل أفريقي تأثروا بشكل كبير بفيروس كورونا، حيث ان نسبة الوفيات بينهم جراء الإصابة بالفيروس أكبر بكثير من نسبة السكان الآخرين، في وقت فقَدَ أكثر من (41) مليون شخص وظائفهم والعديد من الأمريكيين ليس لديهم أموال او طعام، لذلك "لا ينبغي ان يفاجأ المرء من الاضطرابات الناجمة عن اغتيال جوروج فلويد في مدن أمريكية مختلفة. فهي أيضًا نتاج الانهيار الاقتصادي على خلفية كورونا".
وردًا على سؤال حول التناقض الحاد في دستور نشأة الولايات المتحدة بشأن الحرية، نوّه أزيكيف ان "اعلان الاستقلال لعام 1776 لم يطالب بتحرير الأفارقة من العبودية"!!
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36