الارتفاع الكبير في عدد حالات كورونا في البلاد لا يعني اننا أمام "موجة ثانية". ما يحدث هو الفصل الأخير من الموجة الأولى.

في اليوم الأخير تم تسجيل (668) حالة جديدة، وهذا بالفعل مقلق! والوضع غير مريح. ومع ذلك الحالة تحت اطار المعقول والسيطرة. صحيح ان نسبة كبيرة من الإصابات الجديدة سجلت بين الشبان بأعمار 20 الى 29 عامًا، لكن لا حاجة للهلع، اذا إلتزمنا بالتعليمات وبالذات بمناسباتنا الاجتماعية، مثل الأعراس وغيرها من مسببات التجمهر. عندها نساهم بحصر المرض وانتقال العدوى.

وزارة الصحة بصدد إعادة النظر في قرارات تم اتخاذها مؤخرًا، وبضمنها المشاركة في المناسبات. قد نعود الى فرض تقييدات على خلفية عدم الإلتزام بالتعليمات، وفي بعض الأحيان الصعوبة بتنفيذ التعليمات. فكيف يمكن المشاركة في عرس، مثلاً، فيه 250 شخصًا مع كمامات؟

نحن أمام مرحلة غير تقليدية في معالجة كورونا وانتشارها. ومع ذلك علينا التأكيد ان ازدياد الحالات بالأسابيع الأخيرة هو أمر طبيعي ومتوقع بسبب فتح المرافق والسوق التجارية والمدارس مجددًا.

العودة الى اغلاق المرافق الاقتصادية ليس حلاً. وهذا شبه مستحيل. وله تداعيات اقتصادية لا يمكن تصورها، على مستوى الدولة وعلى العائلات العربية بشكل خاص، ناهيك عن الاوضاع النفسية التي ستتأزم اذا أعدنا الإغلاق. فما زال مجتمعنا يتكبد خسائر مالية باهظة ونعاني من نسبة عالية من العاطلين عن العمل على خلفية "أزمة كورونا الأولى"، وسيجد اكثر من 500 ألف شخص أنفسهم بدون أي دخل في نهاية تموز القادم بعد ان يتوقف التأمين الوطني عن دفع مخصصات بطالة لهم. بمعنى ان 500 ألف شخص جديد باسرائيل سيقتربون من مستوى خط الفقر.

كثيرون يتساءلون: ما الحل؟ لا أحد يملك الجواب! ولا يوجد حل سحري. قد يكون الحل المثالي وضع الجميع بالحجر أو بثكنات "تحت سطح الأرض". هذا غير واقعي وغير قابل للتطبيق. المرض سيرافقنا للأشهر المقبلة على الأقل. لن يختفي. وكلمة السر: التعقيم المستمر، ارتداء الكمامات، عدم التجمهر بأعداد كبيرة والمحافظة على البعد الاجتماعي والالتزام بتعليمات وزارة الصحة، والأهم: عدم التصرّف وكأن كورونا من ورائنا. كلمة أخيرة: بالإماكن ايجاد معادلة التوازن بين استمرار فتح المرافق الاقتصادية وتحريك عجلة سوق العمل من جهة، والحفاظ على صحتنا من جهة أخرى. الكورونا باقية حتى الآن، الحل أن نطوّر آليات جديدة للتعايش معها.

• الكاتب مدير قسم التخطيط للمهن الطبية في وزارة الصحة