ماذا يحدث داخل الحكومة؟ بعد شهر ونصف الشهر من إقامة حكومة نتنياهو – غانتس (17 أيار الماضي)، يخيّم عليها الصراع، اللفظي على الأقل، بين مركبيها الرئيسيين: "الليكود" و"كحول لفان". وأصبحت عبارة "الذهاب الى انتخابات" تتردد يوميًا تقريبًا.
وانتقلت الخلافات الى العلن، حيث بات يُخال ان الطرفين لا يتعاملان وكأنهما في ائتلاف حكومي، انما الواحد منهما يعارض الآخر. وهذا تسلسل الأحداث/ الخلافات العلنية:
قبل قليل (2.7) انفض اجتماع المجلس الوزاري المصغر الخاص بكورونا، وسط جدل واسع ونقاشات صاخبة سيطرت على الجلسة. وبدلاً من معالجة الارتفاع الحاد الحاصل يإصابات كورونا، كان الاجتماع بمثابة "صراع" بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وبين وزير الأمن، بيني غانتس. فقد طالب غانتس بنقل صلاحيات ومسؤولية معالجة أزمة كورونا الى الجبهة الداخلية، وهذا يعني ان تكون تحت اشرافه بوصفه وزيرًا للأمن. وعلى الفور رد نتنياهو: "كل ما يحدث هنا هو سياسة. أعرف ذلك. وهذا سيقود الى مكان واحد"، في إشارة واضحة الى تقديم موعد الانتخابات.
وبدا وكأن تهديد نتنياهو له علاقة بمطلب غانتس فقط. لكن أحداث الأسبوعين الأخيرين داخل الحكومة، والجدل الواسع بين الوزراء، والتهجمات المتبادلة التي أصبحت عادية، تقود الى امر آخر: نتنياهو يتابع استطلاعات الرأي، ويعرف جيدًا ان بإمكانه الفوز بالانتخابات وبفارق أكبر بكثير مما كان في الانتخابات الأخيرة (الاستطلاعات تعطي الليكود 38 مقعدًا)، بعد ان نجح بتفكيك "كاحول لفان"، وقضى عليها عمليًا، وبعد أن أضعف بشكل كبير حزب "العمل".
أما باقي الأحداث/ الخلافات، فكانت على النحو التالي:
يوم أمس الأربعاء (1.7) كان تهديد وزير المالية، يسرائيل كاتس، بحل الحكومة ارتباطًا بميزانية الدولة. فقد قال ان الحكومة لن تواصل عملها، وسيتم حل الحكومة والذهاب الى انتخابات في حال لم تمرر الكنيست قانون الميزانية. ويطالب الليكود، بحجة كورونا، بميزانية لمدة عام فقط، بينما يتمسك "كحول لفان" بمدة عامين، وفقًا للاتفاق الائتلافي الذي تم توقيعه قبل شهر ونصف الشهر.
وقبل ذلك (1.7) - (صباح اليوم ذاته الأربعاء)، نشب خلاف سرعان ما تحوّل الى تبادل للتهجمات، بين وزيرة المواصلات، ميري ريغف، وبين وزير الخارجية، غابي اشكنازي. الخلفية: إمكانية قيام الشرطة بالتحقيق في ملف "الغواصات"، والذي وصفه اشكنازي بـ "الخطير". لكن رد ريغف لم يتأخر: "هل أنت متأكد؟ يبدو انك تتحدث من مقاعد المعارضة". وطالبت بفتح تحقيق ضد اشكنازي في "قضية هرباز" التي كشفت، في حينه، عن الصراعات والدسائس داخل الجيش الإسرائيلي.
ويم امس الأول الثلاثاء (30.6) كان "حافلاً" بتراشق التهجمات بين وزراء "الليكود" ووزراء "كحول لفان" على خلفية موقف المستشار القضائي للحكومة الرافض تمويل مصاريف محاكمة نتنياهو من خلال "تبرعات أصدقاء". لكن أبرز التهجمات جاءت من خارج الحكومة عندما كتب يئير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة، مخاطبًا وزير القضاء، آفي نيسكورن، بعبارة: "اخرس"، على خلفية قول الأخير بان "المستشار القضائي يقوم بمهمته ولا يلاحق أحد". واقوال نيسكورن كانت ردًا على نتنياهو الذي هاجم المستشار القضائي على قراره. ولم يتأخر التعقيب من غانتس الذي دعم القرار وقال "أقمنا الحكومة لأمر واحد: أزمة كورونا، وفقط على هذا يجب ان نركز"، في إشارة الى رفضه تمويل محاكمة نتنياهو.
وكان غانتس، قبل ذلك، قد قال: كل يوم نواجه احتمال أزمة محتملة قد تؤدي الى حل الحكومة. فجوة عدم الثقة بيني وبين نتنياهو كبيرة"!
وسبق ذلك بأيام ما تم اعتباره خلافات داخل الحكومة بشأن الضم. فقد قال غانتس للوفد الأمريكي الذي زار البلاد ان "الحكومة أقيمت لغرض واحد وهو معالجة أزمة كورونا"، بنما يرفض نتياهو ذلك ويصر على التقدم لوحده مع الإدارة الأمريكية لتنفيذ الضم.
ويوم (29.6) قال نتنياهو ان غانتس "لا صلة له بموضوع الضم". واالملفت تصريح نتنياهو في اجتماع كتلة "الليكود"، الذي يُفهم منه عدم التعامل مع "كحول لفان" كشريك في الائتلاف الحكومي، أو بالأحرى وكأن هناك حكومتين في إسرائيل، حيث قال: نحن على تواصل مع الوفد الأمريكي الموجود في البلاد. المباحثات تجري بشكل سري. والموضوع غير مرتبط بـ "كحول لفان"، لا الى هنا، ولا الى هناك".
وكانت الوزيرة ميري ريغف قالت في ذات الجلسة: نحن امام وضع غير طبيعي. لدينا أغلبية في الائتلاف، لكننا لا نستطيع تمرير القوانين".
وقد برزت من بين كل هذه الخلافات "المواجهة" بين نتنياهو وغانتس في جلسة الحكومة (28.6). وقد حدثت بعد ان تم إعطاء تعليمات للصحفيين بالخروج من الجلسة فور انهاء بيان نتنياهو للإعلام، بينما كان من المفترض ان يدلي غانتس ببيان مشابه وبوجود الصحفيين. وقال نتنياهو لغانتس بشكل استهزائي: "سنسمعك بعد ذلك.. ليس الآن"!
وتبادل التراشق الكلامي لم يقتصر على الأيام الأخيرة فقط. فقبل أسبوع تم النشر بصحيفة "يديعوت احرونوت" ان "الليكود" يفكر بترشيح غانتس لمنصب رئيس الدولة، في إشارة الى انه لن يحترم اتفاقية الائتلاف بالتناوب على رئاسة الحكومة واستقالة نتنياهو بعد عام ونصف العام. ورد مقربو غانتس بالقول: "مرة أخرى نشهد محاولة لدق أسافين من قبل جهات مصلحجية".
ويشار الى ان خلافات كانت سبقت ذلك إثر بحث طلب نتنياهو بإعفاءات عن الضرائب بشكل تراجعي، تخللتها تهجمات من الحزبين.
والسؤال يبقى: كيف ستواصل هذه الحكومة عملها في ظل هذه الخلافات. وهل الوجهة قريبًا نحو انتخابات جديدة؟
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36