سأبدأ بالمعلومة: مصادري تفيد بأن الحملة الحاصلة ضد "طحينة الأرز" تقف وراءها جهات إقتصادية. تحدثت مع أكثر من مصدر، وتوفرت لدي معلومات، وأترك التخمين للقراء. لكن ان ينجر كثيرون في التحريض والإساءة، الى حد إعلان "المقاطعة"، فهذا يدخل في باب الوقوع في فخ "الألاعيب التجارية".
فلمصلحة مَن محاربة هذا المصنع الذي يشكل ركيزة أساسية في الصناعة العربية المحلية، وبالتالي في الاقتصاد العربي المحلي. كان الأجدر بأصحاب "المقاطعة" توفير كل هذه "الطاقة الفيسبوكية" وتوجيهها الى مقاطعة منتجات الشركات الموجودة داخل المستوطنات. لكن هذا، على ما يبدو، ليس في سياق "مراجل جحا".
و"المراجل" أنواع واختيارات مجزأة. فأغلب "المهاجمين" يستخدمون صفحات "الفيسبوك" لإيصال رسائلهم، وهم لا يجدون أي حرج بذلك. لكن، وفقًا لتبريرات حملتهم بمقاطعة منتوج طحينة عربية، عليهم ان يقاطعوا "فيسبوك"، أيضًا. وهذه التفاصيل:
بتاريخ 28 حزيران عام 2015 وضع مؤسس "فيسبوك"، مارك زوكربرج، رابطًا لـ "علم المثلية" وأتاح لكل مستخدم في الفيسبوك تغيير صورته الشخصية وإضافة ألوان العلم فوقها (ألوان قوس قزح). وقام مؤسس فيسبوك نفسه بتغيير صورته الشخصية وإضافة "العلم" عليها. وجاء ذلك كرد فعل مؤيد للقرار الذي صدر، في حينه، في الولايات المتحدة، والمتعلق بإقرار زواج المثليين.
فليتفضل، إذًا، أصحاب "المراجل"، بمقاطعة "فيسبوك"! وأنا، هنا، لا أدعو الى مقاطعة "فيسبوك"، لكن انقل هذه الحادثة للتدليل على كذبة "الأخلاق"، والإزدواجية في المواقف الى حد مرض الانفصام.
لا يحق لأحد، مهما كان، ان يتصرف كشرطي مرور: يسمح لهذا، ويمنع ذاك، وبالتالي ينصّب نفسه فوق الجميع بحجة "الإخلاق"، وكأنه الناطق الرسمي باسمها، ومالك الحقوق أو الوصيّ عليها، فيعطي لنفسه، من دون سواه، حق اصدار أحكام الشطب والتشطيب، على اعتبار انه يمتلك، لوحده، مفاتيح الحقيقة!
هذه حملة مبرمجة، لها أب ولها أم. ومؤسف انها وصلت الى ما وصلت إليه: انشغال فارغ وتافه بحالة نافية للآخرين، دون أي حق. ماذا قالوا في ذلك الزمان؟ قالوا: واوي بلع المنجل. قلنا: بعد قليل ستسمعون عواءه!
• الكاتب رئيس تحرير أخبارنا - إحنا TV
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36