بعد ان تم احتلال العراق من امريكا غادر العراق اكثر من مليون مسيحي والمشهد ذاته يتكرر اليوم في سوريا وفي غيرها من الاماكن حيث ان هنالك افراغ لهذه المناطق من الوجود المسيحي الذي هو وجود اصيل واساسي وجوهري في هذه المنطقة .
من اين يأتي السلاح لهذه المجموعات الارهابية الظلامية الدموية هذا السلاح الذي يُقتل به المسيحيون وغيرهم من المواطنين ، ومن الذي يسلح ويمول ويسهل ما تقوم به هذه المجموعات من تخريب وتدمير ممنهج للاوطان وقيم التآخي الديني الحضاري ؟!
من اين يأتي السلاح لهذه المنظمات الارهابية التي تدمر المتاحف والكنائس والمساجد وتستهدف كل ما هو حضاري وجميل في هذه المنطقة ؟!.
نحن نعتقد بأن الغرب هو من يتحمل هذه المسؤولية ونحن نعلم علم اليقين ان هنالك جهات غربية معادية للشعوب العربية ولا تريد الخير لها هي التي تسلح وتمول هذه الجماعات امعانا في تدمير هذه الامة وتخريب حضارتها وثقافتها وارجاعها مئات السنين الى الوراء .
من المستفيد من إفراغ المنطقة العربية من المسيحيين الذين كانوا دوما دعاة سلام ورقي وكانوا جنبا الى جنب مع شركائهم في المواطنة من المسلمين ، وهم اناس حضارة وثقافة ورقي انساني ومدني .
يا لها من كارثة حلت بأمتنا العربية وبعض المضلُلين والمضلِلين ما زالوا يتحدثون عن ربيع عربي .
ان ما يحدث هو ربيع اعداء الامة العربية في الارض العربية ، ولذلك فإننا في فلسطين وباعتبارنا جزء اساسي من مكونات هذه المنطقة ففلسطين هي قلب العرب والقدس هي عاصمة فلسطين ولكنها في نفس الوقت هي قطعة من السماء على الارض تحمل رسالة السلام والمحبة والاخوة ، ولذلك فإننا قلقون على ما يحدث في منطقتنا العربية لأننا نعتقد بأن استهداف الامة العربية وتدميرها وتخريبها هو استهداف لفلسطين ايضا .
اعدائنا يريدون الهائنا بصراعات دينية ومذهبية وطائفية لكي ننسى قضيتنا الاولى قضية فلسطين ، ويريدوننا ان نفكر بلغة طائفية لكي ننسى ان هنالك ارضا محتلة يجب ان تعود الى اصحابها .
اتمنى من السادة العلماء ورجال الدين ومن المثقفين والمبدعين ان يهبوا لنصرة هذه الامة ، فإذا ما كانت نكبة عام 1948 قد اضاعت فلسطين فالنكبة الحاصلة اليوم يراد منها ان تضيع الامة العربية ولكن هذا لن يحدث بحكمة وهمة الشرفاء والوطنيين والمؤمنين بقيم الدين والانتماء العربي الاصيل .
اما نحن المسيحيون العرب فلن نتراجع عن انتماءنا الروحي والوطني ولن نتنازل عن حقنا في الدفاع عن فلسطين قضيتنا جميعا .
ان فلسطين هي قضية المسيحيين والمسلمين وكل احرار العالم وستبقى كذلك ولن نسمح للمتآمرين على امتنا وقضيتنا بأن يجعلوا بوصلتنا في اتجاه اخر .
انهم يقتلوننا ويذبحوننا ويستهدفوننا ولكن ضمائرنا ستبقى حية وافئدتنا ستبقى تخفق عشقا وانتماء لفلسطين ، انهم يقتلون الاجساد ولكن الروح ستبقى نابضة بالايمان والمحبة والسلام.
معا وسويا مسيحيين ومسلمين ندافع عن القدس عنوان كرامة الامة ومعا وسويا نتصدى للتطرف والكراهية والارهاب الذي يستهدفنا جميعا مسيحيين ومسلمين ويستهدف حضارتنا وتاريخنا ووجودنا .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله هذه اليوم في محاضرة القاها في كنيسة القيامة امام عدد من طلاب الجامعات الفلسطينية .
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36