الفرصة الأخيرة "للمسار المعتدل" قبل اتخاذ اجراءات أكثر تشددًا؟ هذا ما يتبيّن من المداولات التي رافقت القرارات الجديدة بشأن كيفية معالجة أزمة كورونا في هذه المرحلة. فمن المفترض ان تصادق الحكومة، اليوم الخميس، على توصيات المجلس الوزاري المصغّر الخاص بكورونا، والذي أوصى في ختام اجتماعه، في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء - الخميس، على إلغاء القيود المفروضة في نهاية كل أسبوع، وبضمنها رفع اغلاق المحلات التجارية في الحيّز العام (الشارع) وكذلك المجمعات التجارية الكبيرة، الى جانب التوصية بقبول مسار "البلدات الحمراء والبرتقالية"، رغم تحفظ رئيس الحكومة ورئيس مجلس الأمن القومي، حيث يتيح (المسار) معالجة تفشي كورونا بشكل محدد وعيني، وفقًا لاحتياجات كل بلدة، مع تقديم الدعم لها، دون حتى فرض اغلاق جزئي على بؤر تفشي كورونا.
كذلك أوصى مجلس كورونا المصغر بإعادة تشغيل حركة الطيران من والى اسرائيل، ابتداءً من 16 آب/ اغسطس الجاري، وبالمقابل إعادة تفعيل النشاطات والفعاليات الثقافية بشكل جزئي، حيث تم اشتراط ذلك بان تُقام في أماكن مفتوحة وفقط في "البلدات الخضراء"، وبموجب تعليمات سيقوم بصياغتها وزيرا الصحة والثقافة والرياضة.
واتخذت هذه التوصيات وسط خلافات في مجلس كورونا المصغر، الذي شهد نقاشًا على توجه مدير أزمة كورونا، بروفيسور روني غامزو، والذي وصفه البعض بأنه "متساهل" و"معتدل"، وبين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس الأمن القومي، حيث يطالبان باتخاذ اجراءات وتقييدات أكثر شدّة.
وقالت مصادر مطلعة ان العلاقة بين رئيس الحكومة ومدير أزمة كورونا "شبه متوترة"، وان نتنياهو "لا يعتقد بان توجهات مدير أزمة كورونا ستأتي بنتائج جدية للحد من انتشار كورونا وتخفيض دالة الإصابات اليومية وجعلها تستقر عند عدد 400 - 500 إصابة في اليوم، ابتداءً من مطلع أيلول/ ديسمبر المقبل". ويؤيد موقف نتنياهو هذا رئيس مجلس الأمن القومي.
ومن جهته قال مدير أزمة كورونا، بروفيسور روني غامزو، ان توصيات مجلس كورونا هي "الفرصة الأخيرة" قبل العودة الى إجراءات وتقييدات مشددة: "هذه، على ما يبدو، الفرصة الأخيرة للمسار المعتدل. واذا لم ننجح في تخفيض عدد الإصابات خلال اسبوعين، عندها سنضطر الى اتخاذ اجراءات أكثر تشددّا، بما في ذلك اغلاق كامل داخل بلدات وكذلك اغلاق عام في البلاد"، كما قال.
● مسار البلدات الحمراء والبرتقالية، ماذا يعني؟
- فرض "الحجر العائلي" وعدم التواصل بين العائلات لمنع نقل العدوى، الى جانب وتقديم مساعدات عينية للعائلات بدعم من الجبهة الداخلية.
- فرض وتطبيق التقييدات المعمول بها في كل ما يتعلق بالتجمهر والتواصل الاجتماعي.
- فرض تقييدات على جهاز التعليم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
- دعم مكثف وواسع للمواطنين وتقديم المساعدات لهم، الى جانب اعطاء الدعم للسلطات المحلية والبلديات.
- توسيع الدعم لصناديق المرضى في إطار إدارة الأزمة في كل بلدة من خلال وزارة الصحة.
- تسريع عملية إخراج المرضى من البلدات من خلال التعاون مع السلطات المحلية وصناديق المرضى.
واللافت هنا ان "مسار البلدات الحمراء والبرتقالية" لم يتضمن، امكانيات فرض اغلاق جزئي او كامل على البلدات، واكتفى في هذه المرحلة بالإجراءات الواردة أعلاه.
● مدير آخر لأزمة كورونا؟
وفي سياق آخر علم ان رئيس الحكومة بصدد اتخاذ قرار بتعيين مدير آخر لأزمة كورونا، على ان يكون مسؤولاً عن إدارة التداعيات الاقتصادية للأزمة. وتم ذكر اسم وزير المالية السابق، موشيه كحلون، لهذا المنصب.
وقالت مصادر مطلعة ان قرارًا من هذا القبيل هو بمثابة "عدم ثقة" بوزير المالية الحالي، يسرائيل كاتس، وكيفية إدارته للأزمة، الى جانب ان نتياهو بات يخشى من ردود فعل الجمهور بخصوص التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا ودخول مئات الألوف في ضائقة مالية جدية، تنعكس في المظاهرات الاحتجاجبة اليومية التي تشهدها البلاد.
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36