عاد إلى البلاد في نهاية الاسبوع الماضي د. يوسف جبارين، رئيس مركز دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات، بعد المشاركة في سمينار دولي في مدينة زالسبورغ في النمسا حول "الطلاب الجامعيون المهمشون والمؤسسات التي تخدمهم". وقد شارك في أعمال السيمنار الدولي العشرات من الباحثين والأكاديميين والأخصائيين من العديد من الدول الاوروبية والأفريقية والأسيوية والولايات المتحدة وكندا وأمريكيا اللاتينية. وقد تمحورت محاور أبحاث السيمنار الذي تواصل لعدة ايام حول التحديات التي تواجه الطلاب المهمشين في المؤسسات الأكاديمية المركزية في دولهم وحول سبل تدعيم التعليم العالي لدى هذه المجموعات، وخاصة الطلاب الذين ينتمون إلى الأقليات الاثنية والعرقية والدينية. كما تناول المؤتمر طبيعة دور ووظائف المؤسسات الاكاديمية التي تكرس أهدافها لخدمة الطلاب المهمشين، مثل الكليات الأكاديمية التي تخدم الأقلية الأفرو-أمريكية في الولايات المتحدة والمؤسسات الأكاديمية التي تسعى إلى رفع مستوى التعليم العالي بين السود في جنوب أفريقيا ما بعد نظام الابرتهايد.
وقدم د. جبارين خلال المؤتمر مداخلة تناول فيها واقع الطلاب العرب في الجامعات والكليات الإسرائيلية مؤكدا على أن الطلاب العرب يواجهون سياسات تهميش وإقصاء نظرًا لخصوصيتهم القومية والثقافية والدينية في الحيّز الأكاديمي، وأن العديد من ممارسات مؤسسات التعليم العالي تمسّ بالطلاب العرب وتشكل عائقًا أمام اندماجهم في مؤسسات التعليم العالي، مثل الامتحان البسيخومتري، وتحديد جيل القبول في بعض المواضيع إضافة إلى هيمنة لغة الأغلبية دون مراعاة الخصوصيات اللغوية والثقافية للأقلية.
وأكّد د. جبارين في مداخلته على عدم وجود جامعة عربية في إسرائيل تخدم بالأساس المجتمع الفلسطيني في الدولة وذالك على الرغم من أن الأقلية الفلسطينية تشكّل خمس السكان في البلاد، وهي أقلية أصلية وقومية، مشيرا إلى أن مجلس التعليم العالي في إسرائيل ما زال يمتنع عن تمويل المؤسسة الأكاديمية في الناصرة رغم كونها المؤسسة الأكاديمية الوحيدة في المجتمع العربي التي تمنح لقبا جامعيا. وقال د. جبارين أن الحق بتعليم جامعي بلغة الأم هو حق ثقافي جماعي للأقليات القومية، ودعا إلى التأكيد على هذا الحق في المواد التلخيصية للمؤتمر، كما وأكد أن العمل على تطوير التعليم الجامعي للمجموعات المهمشة يجب أن يحمل نظرة شمولية أكثر بحيث يتم من خلاله أيضا تهيئة الطلاب للاندماج في سوق العمل مما يلزم الدولة أيضا بتوفير فرص عمل ودعم المشاريع الاقتصادية لدى هذه المجموعات الشبابية.
وأكد جبارين في مداخلته أن دور مؤسسات التعليم العالي لا يقتصر فقط على إنتاج العلوم والمعرفة بل يمكن أن يعكس نظرة مجتمعية هامة تعمل من أجل جسر الهوة بين المجموعات المختلفة وتقليص فوارق القوى الاجتماعية-الاقتصادية، إضافة إلى دورها التنموي للنهوض بمستويات التفكير، وتكوين الثروة البشرية المؤهلة لقيادة المجتمع وتحقيق التطور والنمو المجتمعي.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48