حالة فوضى! هذا أقل ما يُقال ارتباطًا بقرار المجلس الوزاري المصغر بشأن اغلاق المدارس. حتى هذه اللحظة (صباح الإثنين)، الصورة غير واضحة: ماذا يشمل قرار إغلاق المدارس؟ ماذا مع صفوف البساتين؟ وأية بلدات حمراء كان من المفترض ان يبدأ إغلاق المدارس فيها صباح اليوم الإثنين، وأية بلدات يبدأ صباح غد الثلاثاء؟
لا جواب عند أحد، أو بالأصح: قد تحصل، من عدة "جهات مسؤولة"، على عدة أجوبة متناقضة، على السؤال نفسه، وكل جواب ينفي الآخر: مديرية مشروع كورونا لديها تفسير مختلف للقرار عن تفسير وزارة التربية والتعليم. وزارة التربية والتعليم لديها تفسير مختلف للقرار عن وزارة الصحة. السلطات المحلية والبلديات لديها اعتباراتها وخلفياتها، وبناءً عليه تتصرّف.
قرار إغلاق المدارس ابتداءً من صباح اليوم الاثنين يشمل البلدات التي تقرر وصفها بالحمراء في المرحلة الأولى. أما بقية البلدات فيبدأ صباح الثلاثاء. جيد...! لكن عندما تطلب قائمة بالبلدات لا تجد جوابًا واضحًا. كل جهة تعطيك بلدات مختلفة. لذلك فان الكثير من الأهالي قرروا لوحدهم هذا الصباح: عدم إرسال أولادهم الطلاب الى المدارس.
لا فرق بين الإثنين او الثلاثاء. الموضوع ليس هذا. المشكلة ان الجهات المسؤولة تتعامل مع المواطنين على أساس انهم رهائن. وتجربة قرارات كورونا تقود الى الاستنتاج بأن التعامل الحكومي يكاد يكون مبرمجًا: في كل مرة يتم اتخاذ القرار في الدقيقة التسعين وتحت طائلة الضغوطات، وفي كل مرة لا يوجد وضوح! وهذا ما جرى أيضًا يوم أمس.
والوضوح لا يرتبط فقط بالقرارات وكيفية اتخاذها. الأنباء تقول: هناك إصابات بحالات كورونا في الكثير من المدارس في البلاد، وليس فقط بالبلدات الحمراء. وزارة التربية والتعليم لا تنشر عن هذه الحالات. ويبدو ان موقف وزير التربية والتعليم، يوآف غالانت، الذي دعا منذ البداية الى افتتاح العام الدراسي وقال ان "المدارس لا تشكّل بؤرة لانتشار فيروس كورونا"، هو الذي يقف وراء عدم نشر إصابات كورونا في المدارس. كل شيء مخفي الآن!
هل كل ما يحدث هو مدعاة للاستهجان؟ في دولة طبيعية الجواب على هذا السؤال يكون بالإيجاب. لكن في دولة، أصبحت تحتل المرتبة الأولى بانتشار فيروس كورونا بين دول العالم، وهي على وشك إعلان الإغلاق العام الكامل على مستوى البلاد، بينما حكومتها لم تعقد أية جلسة منذ ثلاثة أسابيع، وكأن شيئًا لم يحصل، يكون هذا السؤال مدعاة للملهاة! فما يجري هو حالة شلل تام وفقدان سيطرة، وربما أكثر. وهو الدلالة على دولة لا "رامزور" فيها ولا هي طبيعية!
• الكاتب هو رئيس تحرير أخبارنا - إحنا TV
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36