وقد ابتدأت الزيارة بصلاة ودعاء امام القبر المقدس وجولة داخل معالم كنيسة القيامة ومن ثم انتقل الجميع الى كاتدرائية مار يعقوب المجاورة حيث كان هنالك حديث روحي لسيادة المطران وجه خلاله جملة من النصائح والارشادات الروحية لقادة الشبيبات الارثوذكسية في فلسطين .
فقال سيادته بأن الكنيسة الارثوذكسية هي كنيسة عريقة تحمل رسالة الفادي والمعلم والمخلص يسوع المسيح الذي علمنا التفاني في الخدمة والعطاء والتضحية ، فمنه نستمد قوتنا ونتعزى في الظروف الصعبة ونخدم رسالة الكنيسة في مجتمعنا وفي وطننا الذي نحن جزء اساسي من مكوناته .
الكنيسة الارثوذكسية هي كنيسة وطنية بإمتياز وهي مرتبطة بهذه الارض ارتباطا عضويا وعلينا دائما ان نؤكد على تاريخ كنيستنا وان نبرز الرسالة التي يجب ان ننادي بها دوما ، وقال سيادته نحن مطالبون بأن نتمسك بأرثوذكسيتنا وان نحافظ على حياتنا الكنسية والروحية والايمانية بعيدا عن التقوقع والانعزالية ، وعلينا ان نتعاون مع الكنائس المسيحية الاخرى بالروح المسيحية التي اساسها المحبة فمن لا يعرف المحبة لا يمكنه ان يتسمى مسيحيا او ارثوذكسيا .
نحن لسنا طائفة بالمعنى المتداول في مجتماعاتنا بل نحن رسالة قيم روحية واخلاقية وانسانية وكما يقول الانجيل النور عندما يكون لا يوضع في مكان مغلق وانما يوضع فوق الطاولة لكي ينير الظلمات القاتمة .
نحن مطالبون بأن نكون نورا وبركة وملحا وخميرة لهذه الارض وعلينا ان نكون منفتحين على باقي الكنائس المسيحية خاصة ان هنالك تحديات مشتركة وهموم واحدة وقضايا هامة يجب ان نعالجها سويا .
ان دعوة قداسة بابا روما للاتفاق على موعد محدد للاحتفال بعيد القيامة لهو موقف ايجابي يجب ان يبنى عليه ، ونحن نعلم ان الحوارات الارثوذكسية الكاثوليكية في العالم متواصلة ومستمرة حول مجمل القضايا المختلف عليها ونحن نصلي من اجل مزيد من التقارب وذلك لأنه ليس المسيح الذي انقسم بل نحن الذين انقسمنا على انفسنا ، فمسيحنا واحد وانجيلنا واحد وعلينا ان نعمل معا وسويا بالمحبة والاحترام المتبادل .
لن نتخلى عن ارثوذكسيتنا ولكن الارثوذكسية لا تعني تقوقعا وانعزالا عن باقي المجموعات المسيحية والاديان الاخرى .
وطالب سيادته الشبيبة الارثوذكسية بأن يكون لها دور في نشر القيم المسيحية في مجتماعاتنا وعلينا ان نجسد قيم الانجيل في حياتنا وان نكون خداما لكل انسان يحتاج الى المعونة والكلمة الطيبة والتعزية .
لا تتقوقعوا ولا تنعزلوا عن مجتمعكم الفلسطيني فالكنيسة تعلمنا ليس فقط كيف يجب ان نعبد الله وانما ايضا كيف يجب ان نخدم القريب والقريب هو الوطن الذي ننتمي اليه ، وطننا فلسطين بحاجة اليكم والى حضوركم والى دوركم الاجتماعي والوطني .
علينا ان ندافع عن قضية شعبنا الفلسطيني فالدفاع عن قضايا العدالة والمطالبة برفع الظلم عن المظلومين هي في صلب ايماننا المسيحي .
ان من واجبنا كمسيحيين ان يكون لنا دور في خدمة هذا الوطن حتى ينال حريته ويزول عنه الاحتلال والقمع والظلم الذي يستهدف كل ابناء الوطن مسيحيين ومسلمين .
نريدكم ان تكونوا جسور محبة وسلام بين مكونات شعبنا الفلسطيني وما يتعرض له المسيحيون اليوم من اضطهاد واستهداف لا يجوز على الاطلاق ان يجعلنا نتقوقع وان ننعزل عن قضايا الامة وان ننحرف الى المربع الذي يريدنا الاعداء ان نكون فيه ، فلن نكون الا في مربع الوطن والانتماء الى الوطن والدفاع عن قضيته العادلة .
اما الذين يستهدفوننا ويضطهدوننا ويدمرون كنائسنا ويشردون المسيحيين عن ديارهم فهؤلاء لا يمثلون اي دين وهم بعيدون عن ثقافة وهوية هذه المنطقة واصالتها .
ان هذا العنف وهذه الكراهية الظلامية والقتل والتنكيل والتشريد والتدمير علينا ان نتصدى لها بوعينا وايماننا وحكمتنا وتفاهمنا وحوارنا مع المسلمين الذين بغالبيتهم الساحقة يرفضون التطرف والعنف والكراهية ونحن معهم في هذا .
انني اتمنى من الشبيبة الارثوذكسية ان تُفعل نشاطاتها وان تكون حيوية في تأدية دورها فنحن نحمل وديعة الايمان وعلينا ان نحافظ عليها وان ننقلها الى الاجيال الصاعدة .
لن نتخلى عن ايماننا ولن نتخلى عن قيما المسيحية السمحة ولن نتخلى عن عروبتنا وعن انتماءنا للشعب الفلسطيني الذي نحن جزء اساسي من مكوناته ، وسنبقى ندافع عن قضيته شاء من شاء وابى من ابى ، فقضية فلسطين هي قضيتنا هي قضية المسيحيين كما انها قضية المسلمين فهي قضية كل انسان حر مؤمن بقضايا العدالة والحرية في هذا العالم .
كما تحدث سيادته عن وثيقة الكايروس الفلسطينية التي كان للكنيسة الارثوذكسية مساهمة فعالة فيها ومن ثم اجاب على عدد من الاسئلة والمداخلات .
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36