المرحوم أسعد محمد الصفدي في سطور
من الشخصيات الوطنية والوجوه السياسية الفاعلة في الجولان السوري المحتل، التي ساهمت في صياغة المشهد الوطني في الجولان خلال العقود الأربعة الأخيرة.
وقد نشط المرحوم أسعد محمد الصفدي في تنظيم وقيادة مجموعة من خلايا المقاومة الوطنية منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي للجولان في العام 1967، الى جانب مجموعات المقاومة الوطنية التي نشطت في ذلك الوقت ولغاية اكتشافها في العام 1973. ضمت مجموعته كلاً من: “هايل أبو جبل، أحمد القضماني، فارس الصفدي، إبراهيم نصر الله، محمد مرعي، عبدالله القيش، صلاح فرحات، المرحوم أسعد عبد الولي، رفيق الحلبي، حمد القيش، جميل البطحيش، سليمان البطحيش، المرحوم فايز علي الصفدي، المرحوم أبو خزاعي محمود ملي، المرحوم أبو عدنان محمود الصفدي، صالح مداح، فايز حمود الصفدي، سعيد المقت، المرحوم سلمان صالح الصفدي.
تعرض المرحوم أسعد الصفدي للاعتقال من قبل أجهزة الامن الإسرائيلية، وخضع لتحقيق وتعذيب قاس. وعن ذلك تقول فيليتسيا لانغر، المحامية التقدمية الاسرائيلية التي ترافعت عنه، في مذكراتها التي حملت اسم “بأم عيني”، أن أسعد الصفدي، من معتقلي هضبة الجولان، أمضى 97 يوما في الحبس الانفرادي، لم يرَ خلالها نور الشمس. وحين استطاعت رؤيته قال لها: “لقد قاسيت حتى الان الكثير بحيث أن شيئا لم يعد يهزني. لدى الكثير من الصبر. لقد قمت بنشاطات سياسية، يجب ان تعلمي ذلك. بعد 97 يوما تم نقل أسعد الى سجن كفار يونا. كانوا يريدون التسبب بجنونه في الحبس الانفرادي، ووعدته أنني لن أسمح لهم بذلك طالما بقيت لدي أي إمكانية. وقد قال لي أسعد أنهم عذبوه وعروه وضربوه على كل موضع في جسده العاري، واستمر هذا التعذيب 15 يوماً. إنهم لم يغفروا له نشاطه السياسي ضد الاحتلال وموقفه ضد ضم الجولان، وحاول المحققون النيل من كرامته بكل وسيلة. لقد قالوا له أنهم سوف ينتقمون منه ولن يدعوه لنفسه حتى بعد أن يحاكم ويحكم عليه.
وقال أسعد عن تلك الفترة: “كنت وحيداً مع نفسي. لم يسمحوا لي حتى أن أستحم، وخلال شهرين لم يحضروا لي ملابس لتغيير ملابسي المتسخة، لكنني لست نادما لانني قدمت خدمتي المتواضعة لصالح الجولان، وأنا مستعد لتحمل كل المصاعب من أجل أبناء شعبي…”.
حكم على أسعد الصفدي بالسجن لمدة 12 عاماً، أمضى منها فعلياً خمسة أعوام، حيث تم الافراج عنه ضمن دفعة من معتقلي الجولان، بقرار من وزير الدفاع الإسرائيلي انذاك عازر فايتسمان، تمهيداً لمرحلة جديدة كانت تعد لها الحكومة الاسرائيلية، وهي مشروع فرض قانون ضم الجولان إلى الدولة العبرية، وفرض الجنسية الإسرائيلية على سكانه، الأمر الذي قوبل برفض شعبي مطلق، نتج عنه الإضراب الشهير لأبناء الجولان المحتل، وإصدار الوثيقة الوطنية لسكان الجولان، التي كان للفقيد بصمة على ذاك السجل الوطني الكبير في تلك المرحلة.
للفقيد الرحمة ولذويه الصبر والسلوان
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48