علمت أخبارنا إحنا TV، من مصادر مسؤولة داخل القائمة المشتركة، تحدثنا معها قبل قليل (مساء الثلاثاء)، ان الحركة الإسلامية الجنوبية برئاسة النائب منصور عباس، طلبت من المشتركة إعطائها مهلة، حتى صباح غد الأربعاء، للإعلان عن قرارها بشأن التصويت على حل الكنيست، وفيما إذا كانت ستذهب مع بقية مركبات المشتركة الثلاثة: الجبهة والتجمع والعربية للتغيير، في التصويت الى جانب حل الكنيست، أم ستتخذ موقفًا مختلفًا!!

وكانت الكتلة البرلمانية للمشتركة اجتمعت اليوم الثلاثاء لبحث هذا الموضوع. وظهر واضحًا ان الجبهة والتجمع والعربية للتغيير ستصوّت الى جانب حل الكنيست، غدًا الأربعاء. بينما كان موقف الإسلامية الجنوبية مختلفًا، ورفضت إعطاء وعد بالتصويت الى جانب حل الكنيست وطلبت المهلة حتى صباح غد!

ومهما كان قرار الإسلامية الجنوبية غدًا، فان شيئًا ما حدث داخل المشتركة، بمجرد طلب التأجيل والمهلة لإعطاء القرار النهائي، وهو ما يشير الى عدم وحدة الموقف بين مركبات المشتركة، ليس في قضية هامشية، انما في قضية تعتبر أولوية وأساسية بالنسبة الى أية قائمة في معارضة، والتي من المفترض ان تصوت الى جانب إسقاط الحكومة والذهاب الى انتخابات. ويبدو ان تردد الإسلامية الجنوبية مرده بعض الوعود من مكتب رئيس الحكومة، خاصة وانها تربط موقفها هذا بـ "مصالح الجمهور العربي"، لكنها في الوقت ذاته، ودون ان تعلم (او ربما تعلم!!)، باتت تتحوّل الى جزء من "ائتلاف حكومي"، حتى ولو كان من الخارج، وليس كمعارضة، ذلك ان أية كتلة في المعارضة كانت ستصوت الى جانب خل الكنيست!

وتأتي هذه التطورات في ظل اعلان رئيس كحول لفان، بيني غانتس، في مؤتمر صحفي متلفز عقده قبل قليل (مساء الثلاثاء)، ان كتلته، وهي المشاركة في الائتلاف الحكومي، ستصوت في الكنيست غدًا الأربعاء مع اقتراحات حل الكنيست. ووصف غانتس رئيس الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بـ "الكذاب"، وهو مصطلح عادة لا يستخدم بين أعضاء الائتلاف ذاته. وأضاف مخاطبًا الجمهور الإسرائيلي: "نتنياهو كذب عليكم جميعًا، وليس على كحول لفان"!!

وألمح غانتس بشكل مباشر ان ما يهم نتنياهو هو فقط البقاء في الحكم، وليس "مصلحة الإسرائيليين"، وان كل ما يفعله يقود الى تقريب موعد الانتخابات. وأكد ان كحول لفان ستصوت غدًا مع اقتراح حل الكنيست.

ويشار الى ان التصويت غدًا هو بالقراءة الأولى، وهو بمثابة تسجيل موقف. ولا يعني حل الكنيست مباشرة. فذلك سيأخذ وقتًا، حيث سيتم تحويل القرار الى لجنة القانون والدستور البرلمانية، والى مداولات ونقاشات وتعديلات، ولن يعود الى الكنيست للتصويت النهائي إلا بعد وقت طويل، قد تتغيّر فيه المواقف والقرارات، وبالذات فيما يتعلق بكحول لفان.