الانتخابات يوم 23 آذار المقبل: الآن نهائي – البلاد ذاهبة الى انتخابات رابعة خلال عامين، وبعد حوالي خمسة أشهر من تشكيل حكومة نتنياهو – غانتس. وفي منتصف هذه الليلة (الثلاثاء – الأربعاء)، سيجري حل الكنيست، بشكل رسمي، بدون تصويت، وفقًا لقانون الميزانية، الذي حدد هذا التاريخ لحل الكنيست في حال عدم تمرير قانون الميزانية في الهيئة العامة.

وعمليًا، بدأت الحملة الانتخابية من هذه الليلة، حيث تبادل الحزبان: الليكود وكحول لفان الاتهامات بشأن الذهاب الى انتخابات رابعة. وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في كلمة متلفزة قبل قليل (الثلاثاء)، ان الليكود برئاسته سيحقق فوزًا كبيرًا في الانتخابات المقبلة. وقام بتعداد "إنجازاته"، من لقاح كورونا الى ما وصفه بـ "السلام مع أربع دول عربية في غضون أربعة أشهر"، الى "سفر أول رحلة جوية من اسرائيل الى المغرب اليوم"!

ورد "كحول لفان" على كلمة نتياهو بالقول: "لولا المحكمة لما ذهبنا الى انتخابات"، في إشارة الى ان سلوكيات نتنياهو وقراراته كانت رهينة لمصالحه الشخصية في ظل اقتراب بدء جلسات محاكمته.

وفي كل الأحوال فان "كحول لفان" لن يعود في الانتخابات القادمة، الى ما كان عليه، حتى بعد الانفصال بين "يش عتيد – تيلم" وبين "كحول لفان". وعلى الأرجح ان يعلن وزير الخارجية، غابي اشكنازي، قريبًا، اعتزاله الحياة السياسية، وبالمقابل فان التقديرات تفيد بان بيني غانتس لن يستمر في رئاسة "كحول لفان" وسيقرر في نهاية الأمر الاستقالة وعدم الترشح.

وبحسب المعطيات، فان الفائز الأكبر من هذه التطورات هو غدعون ساعر. فقد نُسب إليه النجاح بعدم التصويت على تأجيل قانون الميزانية الى 5 كانون الثاني/ يناير المقبل، بعد ان نجح في تجنيد ثلاثة أعضاء كنيست من "كحول لفان" وعضو كنيست من الليكود، وكذلك أصوات من حزب العمل، للتصويت في الكنيست أمس، وهي أصوات اسقطت اقتراح الحكومة وأدت الى الذهاب الى الانتخابات. وعلى ما يبدو فان الخارطة الحزبية في اسرائيل ستتغير، وسنرى في الأيام المقبلة انضمام نواب من كحول لفان والليكود وربما حزب العمل الى حزب ساعر.

أما القائمة المشتركة فقد بدا واضحًا، الليلة، انها ذاهبة نحو انشقاق، حيث لن تعود كما كانت في الانتخابات السابقة. وقد يخوض العرب الانتخابات في قائمتين، وربما أكثر، مما يعني تشتيت الصوت العربي واضعافه!