إغلاق مشدد على الطريق: يبدو ان الإغلاق المشدد سيُفرض على البلاد خلال الساعات المقبلة. فيوم غد الإثنين سيجتمع الوزاري المصغر لاتخاذ القرار. وهذه المرة يجري الحديث عن إغلاق كامل للمرافق الاقتصادية وأماكن العمل وإعطاء تسهيلات محدودة جدًا فقط، وليس كما كان الأمر في الإغلاق الراهن، حيث سُمح للعمل بنسبة 50% من القوى البشرية، وهو، على ما يبدو، لن يحصل في الإغلاق الجديد. وبالمقابل فان النقاش على جهاز التعليم سيُحسم بين موقفين: وزارة الصحة التي تطالب بإغلاق كامل لجهاز التعليم، وفي كل المراحل التعليمية، وبعض الوزراء الذين يطالبون بإبقاء الروضات والبساتين والصفوف الإبتدائية.

وهناك اجماع بين أعضاء الوزاري المصغر على ضرورة تشديد الإغلاق، وفرض الإغلاق الكامل على جميع المرافق الاقتصادية، لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع إضافية. في حين ان النقاش حول جهاز التعليم ليس مرده المعايير الصحية، التي تفرض أغلاق كامل لجهاز التعليم، بما في ذلك الروضات والبساتين والصفوف من الأول حتى الرابع، وكذلك صفوف الحوادي عشر والثواني عشر، وهو ما يثير الخلاف بين المستوى المهني المختص وبين المستوى السياسي.

وعلم أيضًا ان نقابة المعلمين قد تعلن نزاع عمل، واضراب معلمين ومعلمات، في حال اتخاذ قرار بفتح بعض الصفوف في المدارس، وذلك على خلفية تعريض المعلمين الى الخطر الصحي. وتقول نقابة المعلمين انه يجب تطعيم المعلمين باللقاح المضاد لكورونا قبل اتخاذ أي قرار بشأن التعليم.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه دالة الإصابات اليومية بكورونا ارتفاعًا ملحوظًا، ويبدو ان سبب ذلك انتشار "السلالة البريطانية" من الفايروس، وهي تؤدي الى انتشار العدوى بشكل أكبر وأسرع. وهذا ما تخشاه السلطات المسؤولة، وبالتالي توصلت الى نتيجة واحدة: إغلاق كامل يشمل الجميع!

وفي سياق متصل، ورغم النقاشات المتعلقة بكيفية التعامل مع جهاز التعليم، دلت المعطيات الى انتشار فايروس كورونا بين الطلاب وبين المعلمين والمعلمات وكذلك الطواقم المدرسية، على حد سواء. وبموجب المعطيات فان حوالي 60 ألف طالب ومعلم ومعلمة يتواجدون الآن في الحجر الصحي البيتي، وان عدد حالات كورونا بين المعلمين والمعلمات وصل الى حوالي 2,000 إصابة، وبين الطلاب 10,381 طالبًا وطالبة. وعلى الرغم من الإعلان الرسمي باستمرار العمل في جهاز التعليم كالمعتاد، إلا ان صفوفًا كثيرة أغلقت، إما بسبب الحجر الصحي أو بسبب إصابات كورونا.

وعلى الصعيد ذاته اقترح وزير التربية والتعليم السابق، شاي بيرون، في مقال نشره اليوم في موقع N12 اخراج كافة الطلاب، ومن كل المراحل التعليمية، الى عطلة مدرسية لمدة أسبوعين او ثلاثة، وبشكل فوري، وبالتالي أغلاق جهاز التعليم بأكمله، وعدم اتباع منظومة التعليم عن بُعد في هذه الفترة، وبالمقابل الدخول في مفاوضات مع نقابة المعلمين لتمديد العام الدراسي الحالي أسبوعين او ثلاثة، ولكن في نهاية العام الدراسي، حيث التوقعات ان يكون اغلب الجمهور قد حصل على التطعيم المطلوب.