وقال سيادته بأن العنصرية والكراهية والعنف والارهاب بدأت تشكل تهديدا وجوديا في منطقتنا ومعالجة هذه الحالة لا يمكن ان تكون عسكرية فحسب او امنية فقط وانما هنالك حاجة الى انتفاضة فكرية ثقافية سلوكية تكرس القيم الانسانية والاخلاقية والدينية بعيدا عن التعصب والكراهية .
انني ادعو رجال الدين والعلماء والمثقفين والمفكرين ان يأخذوا زمام المبادرة لانقاذ منطقتنا من الدمار والخراب والتفكك والتشرذم .
ان ما يخطط لمنطقتنا كبير اذ يراد اعادتنا مئات السنين الى الوراء ، وتدمير اوطاننا وتفكيك مجتمعاتنا لكي يتمكن الاحتلال الاسرائيلي من تمرير مشاريعه في القدس وفي فلسطين .
ان الشرق الاوسط الجديد الذين يتحدثون عنه هو شرق اوسط تسوده لغة القتل والعنف والكراهية والتعصب .
يريدوننا ان نتحول الى قبائل وطوائف واديان متناحرة فيما بينها ويريدون تدميرنا بشكل كلي ، والسؤال المطروح ما هو المطلوب منا جميعا وما هو المطلوب من المثقفين والمفكرين ومن كل انسان مسؤول .
بالطبع لن نكون متفرجين ومكتوفي الايدي امام هذا الدمار الهائل الذي حل بمنطقتنا والذي ما زال مستمرا ويراد له ان يستمر .
لا تكفي المعالجة الامنية او العسكرية بل هناك حاجة لمعالجة ثقافية فكرية ، علينا ان نقدم الخطاب البديل وعلينا ان نعمل وبكافة الوسائل المتاحة من اجل توعية ابناءنا وشبابنا وكذلك استعمال منابر دور العبادة من اجل نشر روح المحبة والاخوة والسلام في مجتمعاتنا .
ان هذا التهديد الوجودي الذي يستهدف منطقتنا العربية يجب ان يجعلنا جميعا امام مسؤولياتنا فكل واحد منا مطالب بأن يتحرك بالقدر الذي يستطيع وبالوسائل التي يمكن ان يستعملها .
فإذا ما كان الاعداء يخططون وينفذون برامجهم الهدامة في منطقتنا ، هل نحن يجب ان نكون متفرجين وننتظر ما سيحدث ؟! هل هو قدرنا ان يخطط الاخرون لنا دون ان يكون لنا دور في التفكير وافشال المخططات المعادية الهدامة التي لا تريد الخير لنا ؟!
ادعو الجميع لعدم الخوف وان يقولوا الكلمة الصادقة التي يجب ان تقال دونما خوف من احد .
لن نسمح بتدمير منطقتنا ولن نكون متفرجين على هذا الخراب ولن نسمح لهذه الاساءات ان تستمر بحق تاريخنا المشترك واخوتنا الدينية ووحدتنا الوطنية والانسانية .
لقد اصبح من الضروري اطلاق مبادرات خلاقة في منطقتنا ولعل اهمها هو تحالف اسلامي مسيحي عريض يشارك فيه رجال دين وعلمانيين ويهدف الى انقاذ ما يمكن انقاذه ، وفي الواقع يمكننا انقاذ الكثير ولكن هذا يحتاج الى قرار والى جرأة والى تجرد من كل مصلحة ذاتية ، فالصالح العام ومستقبل هذه المنطقة وهذه الامة هو اهم من اي مصلحة ذاتية او شخصية .
اما فلسطين فستبقى قضيتنا جميعا هذه القضية التي يريدوننا ان ننساها وان ننهمك بصراعات مذهبية طائفية والا ان نفكر بالشعب المظلوم في فلسطين .
لن نتنازل عن قضية شعبنا ولن نتنازل عن حقنا في الدفاع عن قضية هذا الشعب واذا ما كان الهدف هو الهائنا بصراعات دينية لكي لا نفكر بالوطن ، فنحن نقول لهم لا صوت يعلو فوق صوت فلسطين والقدس .
فلنتوحد جميعا مسيحيين ومسلمين من اجل القدس ومن اجل الدفاع عن مقدساتنا ، ولكن اولا وقبل كل شيء فلتكن اخوتنا ومحبتنا لبعضنا لبعض تكريسا للقيم الانسانية التي ننادي بها جميعنا ، فمهما تعددت الاديان والمذاهب نبقى جميعا اخوة في انتماءنا الانساني .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه قبل قليل لدى استقباله وفدا مسيحيا اسلاميا اوروبيا من عدد من الدول الاوروبية ولذلك لتكريس مفهوم الاخوة والسلم الاهلي والعلاقة الطيبة بين الناس مهما تعددت اديانها .
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48
2024/10/10 18:36