كتب رمزي حكيم

لجوء وزارة المعارف الاسرائيلية الى اشاعة حالة من التحريض الطائفي في محاولة لضرب صورة المدارس الأهلية في البلاد يعكس مأزق الوزارة في تعاملها مع المطالب المحقة للمدارس الأهلية. فقد جاء في "ورقة الرسائل" الأخيرة التي ارسلتها وزارة المعارف الاسرائيلية الى وسائل الاعلام العبرية، وهي عادة "رسائل توجيه" لكيفية التعاطي الاعلامي الرسمي وعملية التأثير على الرأي العام، بان هذه المدارس "تتسم بالانتقائية الطائفية وعدم المساواة" ولا تقبل بالمجمل غير المسيحيين في مدارسها، بينما (هذه المدارس) تطالب "الدولة" (اسرائيل) بالمساواة!

لن ننجر ولن نقع في فخ هذه اللغة عبر تقديم الأدلة على بطلانها من خلال احصائيات موجودة عن انتماءات طلاب وطالبات المدارس الأهلية. فهذه لغة عنصرية، من فعل شيطان، يقوم ترتيبها الكلامي على مصطلحات قليلة جدا، لكن المقصد المتوخى منها هو اكبر بكثير، يقصد تحديدًا اشاعة "الاشتباك الداخلي" بوعي تام من وزارة المعارف الاسرائيلية لضرورته، في هذه الاثناء، لاستحالة مواجهة مطالب المدارس الأهلية وتوفير الأجوبة عليها.

وزارة المعارف الاسرائيلية، في اللفظة التي استخدمتها، اعطت الدلالة من جديد، ان ممارستها هذه (وليست اللغوية فقط!) تأتي خارج سياق التفتيش عن حلول، وداخل سياق عقلية التجاهل والتجهيل والتمييز العنصري. وهي، في اللفظة ذاتها، تؤكد من جديد، ما ذهبنا اليه منذ البداية، من ان معركة المدارس الأهلية في البلاد هي معركة سياسية بامتياز، وان قضية المدارس الأهلية تمثل مجمل مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل، بمختلف انتماءاته وفئاته وشرائحه، ووجودها يشكل صورة واضحة لمواجهة سياسة التمييز المنتهجة ضد العربي الفلسطيني، وفي كافة مناحي الحياة، وبالتالي هي توحّد الجميع.

وقبل كل شيء، و بغض النظر عن شيطنة وزارة المعارف للغتها، وهي شيطنة تقصد تحديدًا الهائنا ببعض، سيكون خطأ ان نترك مدارسنا الأهلية لوحدها في هذا النضال. لذلك ثمة جواب بسيط على هذه الممارسة العنصرية: اعلان الاضراب العام دعمًا لنضال المدارس الأهلية. فما هو مطلوب منا جميعًا لم يعد ببساطة "الرد" ببيانات على وزارة المعارف، انما الفعل المؤثر لافهام وزارة المعارف الاسرائيلية بان المدارس الأهلية هي مدارسنا (نحن)، ومعركتها هي معركتنا (نحن)، ومطالبها هي مطالبنا (نحن).

أما (نحن) فهي نحن جميعًا، دون استثناء، والى جانبنا (نحن) من يدعم نضال المدارس الأهلية في المجتمع اليهودي!