أخبارنا

رمزي حكيم يكتب: المدارس الأهلية لم تأتِ من المريخ !

 

كتب رمزي حكيم

 

 

بغض النظر عن الموقف من الاتفاق بين الامانة العامة للمدارس الأهلية في البلاد وبين وزارة المعارف الاسرائيلية، وهو ما سأحاول الكتابة عنه في معالجة لاحقة بعد قراءة "مسودة الاتفاق"، الا ان تحريف النقاش حول المدارس الأهلية واللجوء من قبل البعض، هكذا خبط لزق، الى الى "اللهجة الطائفية"، والحديث (غير البريء) عن "سيطرة المسيحيين على هذه المدارس" – هذا كله يدخل في باب اللعب في ملعب المؤسسة الاسرائيلية التي اختارت، منذ البداية، التلويح بالخطاب الطائفي بقصد تشويه صورة المدارس الأهلية أمام الجمهور العام.

 

 

لست مدافعًا عن الأمانة العامة للمدارس الأهلية في البلاد ولست ناطقًا بلسانها او لسان المؤسسات الكنسية. لكن المدارس الأهلية لم تأت من المريخ. هي مدارس تملكها مؤسسات كنسية. هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع. وهي ليست من اليوم، فلماذا يجري فتح هذا النقاش اليوم؟ وما القصد منه؟ ومن المستفيد؟ اصلاً، ما هو العيب او الخطأ في ان تمتلك المؤسسات الكنسية هذه المدارس، وبالتالي على ماذا كل هذا "النقاش" وكل هذا "التلميح" المعيب من على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، الى درجة الحديث عن "غياب أي مسلم في المفاوضات مع وزارة المعارف"، وهو كلام يُراد منه تحقيق هدف واحد هو التحريض على المدارس الأهلية وعلى المؤسسات الكنسية التي ترعاها وتمتلكها، وبالتالي اشاعة حالة من الاحتقان المجتمعي الداخلي على المدارس الأهلية.

 

 

من المفهوم ضمنا ان من يملك ويدير هذه المدارس هو الذي يمثلها بالمفاوضات – أية مفاوضات. وأي كلام آخر لا مكان له! ومع ذلك أفهم (واتفهم) أمرًا آخر وهو مطلب ادخال ممثلين عن لجنة اولياء امور الطلاب. هذا منطقي ومفهوم ومرغوب، وهو ما تستدعيه الشفافية ومبدأ المشاركة أيضًا، وهو، عند تحقيقه، سيشمل جميع انتماءات أولياء امور الطلاب، ولن يجري اختيار اولياء امور طلاب من هذه "الطائفة" دون الأخرى (مع الاعتذار مسبقًا لاضطراري استخدام هذه اللغة!). هذا المطلب – مشاركة أولياء أمور الطلاب -  يقف على النقيض من اللّهو والالتهاء الحاصل (وانا لا اعمم هنا بطبيعة الحال) في شبكات التواصل الاجتماعي، بالمسألة الطائفية، الأمر الذي اعتبره قد تجاوز كل الخطوط، وهو يشي بحالة هي اشبه بالانفلات الكلامي الى درجة اصبح فيها الميل لتبنّي خطاب وزارة المعارف الاسرائيلية هو الغالب على هذا البعض.

 

 

لنتذكر قليلاً. قبل اسبوع تم تسريب "ورقة رسائل" من قبل وزارة المعارف الاسرائيلية كانت ارسلت الى وسائل الاعلام العبرية (بالأساس)، جرى التأكيد فيها على ان المدارس الأهلية تلجأ الى "الانتقائية" في اختيار طلابها، بينما تطالب وزارة المعارف الاسرائيلية بالمساواة. والانتقائية تعني انها تختار فقط الطلاب المسيحيين، وهي فرية واضحة، واقع المدارس الأهلية يكذّبها.

 

 

المشكلة ان هناك، بين ظهرانينا، من اخذ بهذا الادعاء وراح يشيعه، وبالتالي "قعد" في حضن المؤسسة الاسرائيلية، لغة وسلوكًا، عن قصد او دونه، وهو ما يستوجب فحص الذات، مكاشفتها ومصارحتها. ولا أريد ان اضيف اكثر..!

 

 

وسأكون واضحًا. وجود هذه المدارس هو تقوية لتطورنا ولبقائنا جميعًا، دون استثناء، في وطننا. وكون المؤسسات الكنسية هي التي تمتلك وتدير المدارس الأهلية هو مصدر فخر واعتزاز لهذه المؤسسات، لا مصدر خجل وعيب. هذه المدارس فتحت لنا جميعًا ابوابها، وتعلمنا فيها جميعًا، دون أية "انتقائية" يحاول البعض اللّهو فيها لإلهائنا بها. ولو كان بمقدور المدارس الأهلية استيعاب كافة الطلاب، من حيث عدد الصفوف ومقاعد الدراسة فيها، لكانت استقبلت كل الطلاب. نعم؛ كل الطلاب! لكن عدد المدارس محدود وعدد الصفوف محدود ومقاعد الدراسة محدودة. من هذا الباب يحاول "البعض" التسلل لبث هذه السموم. ومن هذا الباب تكمن الاجابة على هذه المحاولات التي يجب التصدي لها ومحاصرة مروّجيها.

 

 

هذا أول الكلام، سيتبعه، لاحقا، الموقف من "الاتفاق".

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48