الجزيرة| لم يجد والد الطفل محمّد في هذه الأوراق الطبّيّة حلًّا لمرض ابنه، فقد أظلمت حياته بعدما أصاب مدرسته صاروخ من طائرة روسيّة أدّى إلى انفصال الشبكيّة في عينه اليمنى، بينما فقد الرؤية بشكل كامل في عينه اليسرى. ربّما لم يدرك محمّد بعد ما ستتركه هذه الإصابة من أثر على حياته، إلّا أنّ عدم خروجه للّعب مع أقرانه في الحيّ هو ما يزعجه الآن فقط، خصوصًا أنّ أكبر ما يفكّر به الأطفال في سنّ العاشرة هو كيف يمرحون مع أصدقائهم. حوّلت الحرب أحلام محمّد من التطلّع للمستقبل إلى رؤية ما حوله فحسب. هي الحرب ذاتها التي دفنت آلاف الأطفال في سوريا تحت الثرى، أو حوّلتهم إلى جرحى لا علاج لهم.