حضروا من مكان ِ سكنِهم الى مَسقطِ رأسِهم، ليُحيوا ليلة َ الميلاد، أهالي قريةِ كفر برعم المهجرةِ حضروا من حيفا والجش الى كفر برعم، ورغمَ البردِ القارس ِ والثلج ِ المُتراكم ، قرّروا إحياءَ ليلةِ عيدِ الميلادِ لهذا العام ِ في أحضان ِ قريتِهم المُهجّرة. الجيلُ الجديدُ مُصرٌّ على المكوثِ في القريةِ قدرَ المستطاع ِ وفي أقصى الظروف، على أمل ِ العودةِ الكامل. فبعضُ المهجرينَ يَنامونَ في القريةِ بشكل ٍ دائم ٍ والبعضُ الآخرُ يَنتهزُ كلَّ فرصةٍ للحضورِ الى القرية. بطرس عيسى مهجرٌ من برعم، تجاوَزَ عمرُه الخامسة َ والتسعينَ عامًا يُحيي ليلة َ العيدِ بينَ أولادِهِ وأحفادِهِ ويَستذكرُ القرية َ الجميلة َ قبلَ التهجيرِ وأيامَ التهجيرِ الأليمة. فرحة ُ العم ِ بطرس لم تسعْه في هذهِ الليلةِ فأصرَّ على محاولةِ قرع ِ جرس ِ كنيسةِ القرية، الذي يَزِنُ أكثرَ من أربعِمئةٍ وخمسينَ كيلوغرامًا على الرغم ِ من كبرِ سنِّه.