"لنا بيت هنا، اُعلن عودتي، كفر برعم" هذا المشروع بطابعه الوطني الفلسطيني الذي يجسد حق العودة على أرض الواقع، حَفـز - إذ صح التعبير - أهالي قريةِ برعم اللاجئينَ في مُختلفِ قرى الجليل على العَودةِ إلى قريتِهم المُهجَّرة. البَراعمة رجالاً ونساءً وأبناءً أعلنُوا عَودتَهم، واليوم هم مُتجذّرونَ في أرض برعم، مُتمسكونَ بها بأسنانِهم، لا سيّما أنَّهم موجودونَ فِعليّاً وعلى مَدار أربع وعِشرينَ ساعة مُنذ ثلاثِمئةِ يَوم. تَوارَثَ البراعمة الأبناءُ الرسالة الوَطنيّة والانتماءَ إلى جُذور أرضِهم، فمُمارستُهم الحَياة الطّبيعيّة كالمُعتادِ في قريتِهم المُهجَّرةِ التي تَفتقرُ لأبسطِ شُروطِ الحَياةِ هو التّحدّي الأكبرُ والرّسالة الأوضحُ التي يُؤكدُ فيها البراعمة للِمُحتلِّ أنَّهم باقون. لا يَقتصرُ وُجودُ البراعمة في القريةِ على المعيشةِ فحَسْب، بلْ إنَّهم يُحيونَ كُلَّ يَوم تَاريخَ هذهِ القريةِ العَبقةِ بمَا تَبقى مِنْ مَعالمِها العَريقة.