تقدير موقف
1. هناك أهمية لهذه المبادرة حتى ولو اقتصرت على اعتراف امريكي ودولي بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وتحت الاحتلال، وهو مطلب فلسطيني في السنوات الاخيرة في الطريق لإقامة دولة وتقرير المصير .
2. من شأن هذه المبادرة ان تقود دول أوروبا والغرب الأخرى الى اللحاق بها، بل والدفع نحو فكرة مفوضية الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية بصدد فرض دولي لحل الدولتين كما صرح الممثل الأعلى للشؤون الخارجية وسياسات الأمن في الاتحاد الأوروبي، يوسيب بوريل، قبل فترة.
3. تأتي مبادرة بايدن امتدادا للخطوات التي اتخذتها ادارته وتبعتها دول أوروبية نحو فرض عقوبات على مستوطنين متورطين بأعمال ارهابية ضد الفلسطينيين.
4. لم يؤيد فكرة حل الدولتين سوى حزب العمل الذي بات هامشيا وقد يندثر تمامًا، واعتبرت رئيسته ميراف ميخائيلي بأن الدولة الفلسطينية هي ضمانة وجودية لإسرائيل، وهي أول صوت سياسي صهيوني يؤكد على هذا الموقف على الأقل منذ بداية الحرب.
تحديات واشكالات:
● يتوجب على ادارة بايدن اتخاذ اجراءات وخطوات فعلية بما يتناسب مع الخطة الاقليمية الشرق أوسطية، وألا تندرج ضمن المساعي الامريكية الانتخابية للرئاسة لإرضاء قطاعات الراي العام المساندة للحق الفلسطيني.
● هنا، ينبغي الدفع باتجاه موقف عربي ودولي مساند، للضغط على الادارة الامريكية لإثبات ان طرح خطتها ليست مسألة تكتيكية لغرض المساومة بها والتراجع عنها لصالح ضمان موافقة حكومة نتنياهو على الصفقة الصادرة عن اجتماع باريس (الأمريكي المصري القطري الاسرائيلي) قد تؤدي الى وقف لإطلاق النار، وهو ما يعتبره نتنياهو هزيمة فيما لو حصل.
● من شأن مجرد طرح خيار الدولة الفلسطينية، ان تعزز ائتلاف نتنياهو الرافض تماما لدولة فلسطينية ومدعوما من أركان المعارضة غدعون ساعر وافيغدور ليبرمان.
● وعلى الرغم من ان مبادرة بايدن تأتي مرتبطة بالهدنة المؤقتة، إلاّ انها مطوّلة لعدة اسابيع وقد تتطور خلالها الأمور نحو وقف لإطلاق النار. وهذا قد يعزز الموقف الرافض للهدنة والصفقة في الحكومة والمعارضة والراي العام الاسرائيلي.
● كل التقديرات تشير انه وفي حال وجد نتنياهو وائتلافه أنفسهم أمام خيار التطبيع مع السعودية الذي يشترط اقامة دولة فلسطينية، فسوف يتخلون عن التطبيع وفقا لخطة بايدن، ويصرون على مبدأ "السلام مقابل السلام" اي على نسق الاتفاقات الابراهيمية وهو ما ترفضه السعودية حتى هذه اللحظة.
● مفهوم الدولة الفلسطينية كما تطرحه ادارة بايدن غير واضح المعالم بشأن القدس والحدود وانهاء الاحتلال والاستيطان ومشاريع الضم و العودة، رغم وجود عناصر جامعة لمصير الضفة وغزة ولا تقبل بالحل العسكري ل "قضية غزة" كما تطرح اسرائيل. لكن أهميته انه يرسم معالم اليوم التالي للحرب.
● ادارة بايدن دخلت في مرحلة الانتخابات الرئاسية مما يضعف منسوب أثرها وقدرتها على فرض ارادتها على إسرائيل، وهو ما تجنبت القيام به منذ السابع من اكتوبر، بل وفرت الغطاء الحربي والسياسي والدبلوماسي لإسرائيل وحكومتها، ولا تقوم بمنع عملية رفح ومحور صلاح الدين التي بدأت بها إسرائيل عمليا.
● لهذا يمكن ادراج ما تطرحه إدارة بايدن على أهميته، الا انه سيظل موضع التشكك والتدقيق وطلب إيضاحات تفصيلية.
2024/08/30 09:44
2024/08/10 19:15
2024/07/23 15:01
2024/07/19 17:20
2024/07/19 16:34